اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 8 صفحة : 454
(1) - غير عاصم لنثوينهم بالثاء و الباقون «لَنُبَوِّئَنَّهُمْ» بالباء.
الحجة
قال أبو علي أما يرجعون بالياء فلان الذي قبله على لفظ الغيبة و «تُرْجَعُونَ» على أنه انتقل من الغيبة إلى الخطاب مثل إِيََّاكَ نَعْبُدُ بعد قوله اَلْحَمْدُ لِلََّهِ و حجة من قرأ «لَنُبَوِّئَنَّهُمْ» بالباء قوله «وَ لَقَدْ بَوَّأْنََا بَنِي إِسْرََائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ» و «إِذْ بَوَّأْنََا لِإِبْرََاهِيمَ مَكََانَ اَلْبَيْتِ » و تكون اللام هنا زائدة كزيادتها في قوله «رَدِفَ لَكُمْ» و يجوز أن يكون بوأنا لدعاء إبراهيم (ع) و يكون المفعول محذوفا أي بوأنا لدعائه ناسا مكان البيت و من قرأ لنثوينهم فحجته قوله «وَ مََا كُنْتَ ثََاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ » أي مقيما نازلا فيهم قال الأعشى :
أثوى و قصر ليلة ليزودا # و مضى و أخلف من قتيلة موعدا
و قال حسان :
"ثوى في قريش بضع عشرة حجة"
أي أقام فيهم فإذا تعدى بحرف جر فزيدت عليه الهمزة وجب أن يتعدى إلى المفعول الثاني بحرف جر و ليس في الآية حرف جر قال أبو الحسن قرأ الأعمش لنثوينهم من الجنة غرفا و لا يعجبني لأنك لا تقول أثويته الدار قال أبو علي و وجهه أنه كان في الأصل لنثوينهم من الجنة في غرف كما يقول لننزلنهم من الجنة في غرف و حذف الجار كما حذف من قولك"أمرتك الخير فافعل ما أمرت به"و يقوي ذلك أن الغرف و إن كانت أماكن مختصة فقد أجريت المختصة من هذه الحروف مجرى غير المختص نحو قوله:
(كما عسل الطريق الثعلب)
و نحو ذهبت الشام عند سيبويه .
الإعراب
خالدين نصب على الحال من الهاء و الميم. «اَلَّذِينَ صَبَرُوا» في موضع جر صفة للعالمين و يكون المخصوص بالمدح محذوفا أي نعم أجر العاملين الصابرين المتوكلين أجرهم و يجوز أن يكون المضاف محذوفا أي نعم أجر العاملين أجر الذين صبروا فحذف المخصوص بالمدح و أقام المضاف إليه مقامه. «وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لاََ تَحْمِلُ رِزْقَهَا اَللََّهُ» . موضع كأين مرفوع. و من دابة في موضع التبيين له. و قوله «لاََ تَحْمِلُ رِزْقَهَا» صفة للمجرور و يكون قوله الله مبتدأ و يرزقها خبره و الجملة خبر كأين.
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 8 صفحة : 454