اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 8 صفحة : 449
(1) -
القراءة
قرأ ابن كثير و أهل الكوفة غير حفص و قتيبة آية من ربه على التوحيد و الباقون «آيََاتٌ» على الجمع.
الحجة
قال أبو علي حجة الإفراد قوله فَلْيَأْتِنََا بِآيَةٍوَ قََالُوا لَوْ لاََ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اَللََّهَ قََادِرٌ عَلىََ أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً و حجة الجمع أن في حرف أبي زعموا لو لا يأتينا بآيات من ربه «قُلْ إِنَّمَا اَلْآيََاتُ عِنْدَ اَللََّهِ» و قد تقع على لفظ الواحد و يراد به كثرة كما جاء وَ جَعَلْنَا اِبْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً و ليس في قوله «قُلْ إِنَّمَا اَلْآيََاتُ عِنْدَ اَللََّهِ» دلالة على ترجيح من قرأ «آيََاتٌ» لأنه لما اقترحوا آية قيل إنما الآيات عند اللهو المعنى الآية التي اقترحتموها و آيات أخر لم تقترحوها.
اللغة
أصل الجدل شدة الفتل يقال جدلته أجدله جدلا إذا فتلته فتلا شديدا و الجدال فتل الخصم عن مذهبه بطريق الحجاج فيه و قيل إن أصله من الجدالة و هي الأرض فإن كل واحد من الخصمين يروم أن يلقي صاحبه بالجدالة . الخط معروف و الارتياب و الريبة شك مع تهمة .
الإعراب
«اَلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ» في محل النصب على الاستثناء من «أَهْلَ اَلْكِتََابِ»«وَ كَذََلِكَ أَنْزَلْنََا إِلَيْكَ اَلْكِتََابَ» تقديره و كما أنزلنا إلى أهل الكتاب الكتاب أنزلنا إليك الكتاب.
«إِذاً لاَرْتََابَ اَلْمُبْطِلُونَ» اللام للقسم و في الكلام حذف تقديره و لو خططته بيمينك أو تلوت قبله كتابا إذا و الله لارتابوا به. من ربه في موضع رفع بأنه صفة آية.
المعنى
لما تقدم الأمر بالدعاء إلى الله سبحانه بين عقيبه كيف يدعونهم و كيف يجادلونهم فقال «وَ لاََ تُجََادِلُوا أَهْلَ اَلْكِتََابِ» و هم نصارى بني نجران و قيل اليهود و النصارى «إِلاََّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» أي بالطريق التي هي أحسن و إنما يكون أحسن إذا كانت المناظرة برفق و لين لإرادة الخير و النفع بها و مثله قوله فَقُولاََ لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشىََ و الأحسن الأعلى في الحسن من جهة قبول العقل له و قد يكون أيضا أعلى في الحسن من جهة قبول الطبع و قد يكون في الأمرين جميعا و في هذا دلالة على وجوب الدعاء إلى الله تعالى على أحسن الوجوه و ألطفها و استعمال القول الجميل في التنبيه على آيات الله و حججه «إِلاَّ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ» أي إلا من أبى أن يقر بالجزية منهم و نصب الحرب فجادلوا هؤلاء بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن مجاهد و سعيد بن جبير و قيل إلا الذين ظلموا منهم بالعناد و كتمان صفة نبينا ص بعد العلم به عن أبي مسلم و قيل إلا الذين ظلموا منهم بالإقامة على الكفر بعد قيام الحجة عن ابن زيد و الأولى أن يكون معناه إلا الذين ظلموك في جدالهم أو
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 8 صفحة : 449