اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 7 صفحة : 360
(1) -
القراءة
قرأ أهل البصرة و أبو جعفر و ابن كثير بل أدرك بقطع الألف و سكون اللام و الدال و قرأ الشموني عن أبي بكر بل أدرك موصولة الألف مشددة الدال بلا ألف بعدها و الباقون «بَلِ اِدََّارَكَ» و في الشواذ قراءة سليمان بن يسار و عطاء بن يسار بل درك بفتح اللام و لا همزة و لا ألف و قراءة الحسن و أبي رجاء و ابن محيصن و قتادة بل ادَّرك و قراءة ابن عباس بلي بياء أدرك و قراءة أبي بل تدارك و قرأ أهل المدينة إذا كنا ترابا بكسر الألف آنا لمخرجون بالاستفهام بهمزة واحدة ممدودة عن أبي جعفر و قالون و غيره ممدودة عن ورش و إسماعيل و قرأ ابن عامر و الكسائي «أَ إِذََا» بهمزتين إننا بنونين و قرأ ابن كثير و يعقوب أذا أنا بالاستفهام فيهما جميعا بهمزة واحدة غير ممدودة و قرأ أبو عمرو آذا آنا بالاستفهام فيهما جميعا بهمزة واحدة ممدودة و قرأ عاصم و حمزة و خلف «أَ إِذََا ... أَ إِنََّا» بالاستفهام فيهما جميعا بهمزتين همزتين و قرأ ابن كثير فِي ضَيْقٍ بكسر الضاد و الباقون بفتحها.
ـ
الحجة
قال أبو علي إن علم قد يصل بالجار كقوله تعالى أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اَللََّهَ يَرىََ و قولهم علمي بزيد يوم الجمعة و معنى أدرك بلغ و لحق يقال فلان أدرك الحسن أي لحق أيامه و هذا ما أدركه علمي أي بلغة فالمعنى أنهم لم يدركوا علم الآخرة أي لم يعلموا حدوثها و كونها و دل على ذلك قوله «بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهََا بَلْ هُمْ مِنْهََا عَمُونَ» أي بل هم من علمها عمون و إذا كان كذلك كان معنى قوله «فِي اَلْآخِرَةِ» معنى الباء أي لم يدركوا علمها و لم ينظروا في حقيقتها فيدركوا و لهذا قرأ من قرأ أدرك كأنه أراد لم يدركوه كما تقول أ جئتني أمس أي لم تجئني و المعنى لم يدرك علمهم بحدوث الآخرة بل هم في شك منها بل هم من علمها عمون و العمى عن علم الشيء أبعد منه من الشاك فيه لأن الشك قد يعرض عن ضرب من النظر و العمى عن الشيء الذي لم يدرك منه شيئا و أما من قال «اِدََّارَكَ» فإنه أراد تدارك فأدغم التاء في الدال لمقاربتها لها
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 7 صفحة : 360