responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 813

(1) - حظ كل مؤمن من النار ثم قرأ «وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلاََّ وََارِدُهََا» فعلى هذا من حم من المؤمنين فقد وردها و قد ورد في الخبر أن الحمى من قيح جهنم‌ و روي أن رسول الله ص عاد مريضا فقال أبشر إن الله عز و جل يقول الحمى هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار و قوله «كََانَ عَلى‌ََ رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا» أي كائنا واقعا لا محالة قد قضى بأنه يكون و على كلمة وجوب فمعناه أوجب الله ذلك على نفسه و فيه دلالة على أنه يجب عليه سبحانه أشياء من طريق الحكمة خلافا لم يذهب إليه أهل الجبر «ثُمَّ نُنَجِّي اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا» الشرك و صدقوا عن ابن عباس «وَ نَذَرُ اَلظََّالِمِينَ» أي و نقر المشركين و الكفار على حالهم «فِيهََا» أي في جهنم «جِثِيًّا» أي باركين على ركبهم و قيل جماعات على ما مر تفسيره و قيل المراد بالظالمين كل ظالم و عاص ثم قال سبحانه‌} «وَ إِذََا تُتْلى‌ََ عَلَيْهِمْ آيََاتُنََا بَيِّنََاتٍ» و معناه و إذا يتلى على الكافرين آياتنا المنزلة في القرآن ظاهرات الحجج و الأدلة يمكن تفهم معانيها «قََالَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ اَلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقََاماً» أي قال الذين جحدوا وحدانية الله و كذبوا أنبياءه للذين صدقوا بذلك مستفهمين لهم و غرضهم الإنكار أي الفريقين أي أ نحن أم أنتم خير منزلا و مسكنا أي موضع إقامة «وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا» أي مجلسا و إنما تفاخروا بالمال و زينة الدنيا و لم يتفكروا في العاقبة و لبسوا على الضعفة بأن من كان ذا مال في الدنيا فكذلك يكون في الآخرة ثم نبههم سبحانه على فساد هذا الاعتقاد بأن قال‌} «وَ كَمْ أَهْلَكْنََا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثََاثاً وَ رِءْياً» قال ابن عباس : الأثاث المتاع و زينة الدنيا و الرئي المنظر و الهيأة و المعنى أن الله تعالى قد أهلك قبلهم أمما و جماعات كانوا أكثر أموالا و أحسن منظرا منهم فأهلك أموالهم و أفسد عليهم صورهم و لم تغن عنهم أموالهم و لا جمالهم كذلك لا يغني عن هؤلاء و قيل إن المعني بالآية النضر بن الحارث و ذووه و كانوا يرجلون شعورهم و يلبسون خز ثيابهم و يفتخرون بشارتهم و هيأتهم على أصحاب النبي ص ثم قال سبحانه لنبيه ص‌} «قُلْ» يا محمد «مَنْ كََانَ فِي اَلضَّلاََلَةِ» عن الحق و العدول عن اتباعه «فَلْيَمْدُدْ لَهُ اَلرَّحْمََنُ مَدًّا» هذا لفظ أمر معناه الخبر و تأويله أن الله سبحانه جعل جزاء ضلالته أن يمد له بأن يتركه فيها كما قال‌ «وَ نَذَرُهُمْ فِي طُغْيََانِهِمْ يَعْمَهُونَ» إلا أن لفظ الأمر يؤكد معنى الخبر فكأن المتكلم يقول أفعل ذلك و أمر نفسي به فالمعنى فليعش ما شاء و أضاف ذلك إلى نفسه لأنه سبحانه يبقيه في الدنيا أي فليعش ما شاء الله من السنين و الأعوام فإنه لا ينفعه طول عمره «حَتََّى إِذََا رَأَوْا مََا يُوعَدُونَ إِمَّا اَلْعَذََابَ» أي عذاب الاستئصال عن الأصم و قيل عذاب وقت البأس و قيل عذاب القبر و قيل عذاب السيف «وَ إِمَّا اَلسََّاعَةَ» أي القيامة و عذاب النار «فَسَيَعْلَمُونَ» حين يرون العذاب «مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكََاناً» أي أ هم أم المؤمنون لأن مكانهم جهنم و مكان‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 813
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست