responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 786

(1) - و قال في قوله «مِنْ تَحْتِهََا» أنه جبرائيل أو عيسى و قال بعض أهل التأويل لا يكون إلا عيسى (ع) و لا يكون جبرائيل لأنه لو كان جبرائيل لناداها من فوقها و قد يجوز أن يكون جبرائيل و ليس قوله «مِنْ تَحْتِهََا» يراد به الجهة السفلى و إنما المراد من دونها بدلالة قوله «قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا» و لم يكن النهر محاذيا لهذه الجهة و لكن المعنى جعله دونك و قد يقال فلان تحتنا أي دوننا في الموضع و الأشبه أن يكون المنادي لها عيسى فإنه أشد إزالة لما خامر قلبها من الاغتمام و إذا قال من تحتها كان عاما وضع موضع الخاص و المراد به عيسى قال و الوجوه كلها كما في تساقط متفقة في المعنى إلا قراءة حفص أ لا ترى أن من قرأ تساقط إنما هي تتساقط فحذف التاء التي يدغمها غيره و كلهم جعل فاعل الفعل الذي هو تساقط أو تساقط في رواية حفص النخلة و يجوز أن يكون فاعل تساقط أو تساقط هي جذع النخلة إلا أنه لما حذف المضاف أسند الفعل إلى النخلة في اللفظ فأما تعديتهم تسقط فهو تفاعل لأن تفاعل مطاوع فاعل فكما عدي نحو تفعل في نحو تجرعته و تمززته فكذلك عدي تفاعل فمما جاء من ذلك في الشعر قول أوفى بن مطر :

تخاطأت النبل أحشاءه # و أخر يومي فلم يعجل‌

و قول الآخر:

تطالعنا خيالات لسلمى # كما يتطالع الدين الغرم‌

و قول امرئ القيس :

و مثلك بيضاء العوارض طفلة # لعوب تناساني إذا قمت سربالي‌

أراد تنسيني و من قرأ بالياء أمكن أن يكون فاعله الهز لأن قوله «هُزِّي» قد دل عليه فإذا كان كذلك جاز أن يضمره كما أضمر الكذب في قوله (من كذب كان شرا له) و يمكن أن يكون الجذع و يجوز في الفعل إذا أسند إلى الجذع وجهان (أحدهما) إن الفعل أضيف إلى الجذع كما أضيف إلى النخلة برمتها لأن الجذع معظمها (و الآخر) أن يكون الجذع منفردا عن النخلة يسقط عليها و يكون سقوط الرطب من الجذع آية لعيسى (ع) و يصير سقوط الرطب من الجذع أسكن لنفسها و أشد إزالة لاهتمامها و سقوط الرطب من الجذع منفردا

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 786
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست