responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 784

(1) - شي‌ء و قال أبو مسلم : إن الروح الذي خلق منه المسيح تصور لها إنسان و الأول هو الوجه لإجماع المفسرين عليه و قال عكرمة : كانت مريم إذا حاضت خرجت من المسجد و كانت عند خالتها امرأة زكريا أيام حيضها فإذا طهرت عادت إلى بيتها في المسجد فبينا هي في مشرقة لها في ناحية الدار و قد ضربت بينها و بين أهلها سترا لتغتسل و تمتشط إذ دخل عليها جبرائيل في صورة رجل شاب أمرد سوي الخلق فأنكرته فاستعاذت بالله منه‌} «قََالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمََنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا» معناه إني أعتصم بالرحمن من شرك فاخرج من عندي إن كنت تقيا "سؤال"يقال كيف شرطت في التعوذ منه أن يكون تقيا و التقي لا يحتاج أن يتعوذ منه و إنما يتعوذ من غير التقي"و الجواب"إن التقي إذا تعوذ بالرحمن منه ارتدع عما يسخط الله ففي ذلك تخويف و ترهيب له و هذا كما تقول إن كنت مؤمنا فلا تظلمني فالمعنى إن كنت تقيا فاتعظ و اخرج و روي عن علي (ع) أنه قال علمت إن التقي ينهاه التقى عن المعصية و قيل إن معنى قوله «إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا» ما كنت تقيا حيث استحللت النظر إلي و خلوت بي فلما سمع جبرائيل (ع) منها هذا القول‌} «قََالَ» لها «إِنَّمََا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ» و قد بينا معنى القراءتين «غُلاََماً زَكِيًّا» أي ولدا طاهرا من الأدناس و قيل ناميا في أفعال الخير و قيل يريد نبيا عن ابن عباس } «قََالَتْ» مريم «أَنََّى يَكُونُ لِي غُلاََمٌ» أي كيف يكون لي ولد «وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ» على وجه الزوجية «وَ لَمْ أَكُ بَغِيًّا» أي و لم أكن زانية و إنما قالت ذلك لأن الولد في العادة يكون من إحدى هاتين الجهتين و المعنى أني لست بذات زوج و غير ذات الزوج لا تلد إلا عن فجور و لست فاجرة و إنما يقال للفاجرة بغي بمعنى أنها تبغي الزنا أي تطلبه و في هذه الآيات دلالة على جواز إظهار المعجزات لغير الأنبياء لأن من المعلوم أن مريم ليست بنبية و إن رؤية الملك على صورة البشر و بشارة الملك إياها و ولادتها من غير وطئ إلى غيرها من الآيات التي أتاها الله بها من أكبر المعجزات و من لم يجوز إظهار المعجزات على غير النبي اختلفت أقوالهم في ذلك قال الجبائي : و ابنه أنها معجزات لزكريا (ع) و قال البلخي : إنها معجزات لعيسى على سبيل الإرهاص و التأسيس لنبوته.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 784
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست