responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 751

(1) - و قال الفراء : يجوز ذلك في الزمان دون الأجسام قال علي بن عيسى و غيره: و يجوز في الأجسام التي لا وجه لها كحجرين متقابلين كل واحد منهما وراء الآخر و الإرهاق إدراك الشي‌ء بما يغشاه و رهقه الفارس أي غشيه و أدركه غلام مراهق إذا قارب أن يغشاه حال البلوغ و يقال أرهقه أمرا أي ألحقه إياه قال الأزهري : الرهق جهل الإنسان و أرهقه عسرا كلفه إياه و جاء في الحديث كان النبي ص إذا دخل مكة مراهقا خرج إلى عرفة أي ضاق عليه الوقت .

الإعراب‌

قال الزجاج : قوله «هََذََا فِرََاقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ» زعم سيبويه أن معنى مثل هذا التوكيد يعني هذا فراق بيننا أي هذا فراق اتصالنا و مثله من الكلام أخزى الله الكاذب مني و منك و هذا لا يكون إلا بالواو و لا يجوز هذا فراق بيني فبينك لأن معنى الواو الاجتماع و معنى الفاء أن يأتي الثاني في إثر الأول و مساكين لا ينصرف لأنه جمع ليس له في الآحاد نظير «رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ» منصوب على ضربين (أحدهما) أن المعنى فعلنا ذلك رحمة أي للرحمة كما تقول أنقذتك من الهلكة رحمة لك (و الآخر) أن يكون منصوبا على المصدر لأن معنى قوله «فَأَرََادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغََا أَشُدَّهُمََا وَ يَسْتَخْرِجََا كَنزَهُمََا» رحمهما الله بذلك.

المعنى‌

«قََالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْ‌ءٍ بَعْدَهََا فَلاََ تُصََاحِبْنِي» أي قال له موسى جوابا إن سألتك عن شي‌ء بعد هذه المرة أو بعد هذه النفس و قتلها فلا تتركني أصحبك «قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً» أي قد أعذرت فيما بيني و بينك و قد أخبرتني أني لا أستطيع معك صبرا عن ابن عباس و هذا إقرار من موسى (ع) بأن الخضر قد قدم إليه ما يوجب العذر عنده فلا يلزمه ما أنكره و روي أن النبي ص تلا هذه الآية فقال استحيى نبي الله موسى و لو صبر لرأى ألفا من العجائب‌ «فَانْطَلَقََا حَتََّى إِذََا أَتَيََا أَهْلَ قَرْيَةٍ» و هي أنطاكية عن ابن عباس و قيل إيلة عن ابن سيرين و محمد بن كعب و قيل هي قرية على ساحل البحر يقال لها ناصرة و بها سميت النصارى نصارى و هو المروي عن أبي عبد الله (ع) «اِسْتَطْعَمََا أَهْلَهََا» أي سألاهم الطعام «فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمََا» و التضييف و الإضافة بمعنى واحد أي لم يضيفهما أحد من أهل القرية و روى أبي بن كعب عن النبي ص قال كانوا أهل قرية لئام‌ و قال أبو عبد الله (ع) لم يضيفوهما و لا يضيفون بعدهما أحدا إلى أن تقوم الساعة «فَوَجَدََا فِيهََا جِدََاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ» وصف الجدار بالإرادة مجاز و معناه قرب أن ينقض و أشرف على أن ينهدم و ذلك على التشبيه بحال من يريد الفعل في الثاني و هذا من فصيح كلام العرب و مثله في أشعارهم كثير قال الراعي يصف الإبل:

في مهمة قلقت بها هاماتها # قلق الفئوس إذا أردن فصولا

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 751
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست