responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 725

(1) -

الحجة

قال الزجاج من قرأ لكن بتشديد النون فهو لكن أنا في الأصل فطرحت الهمزة على النون فتحركت بالفتح فصارت لكنن بنونين مفتوحين فاجتمع الحرفان من جنس واحد فأدغمت النون الأولى في الثانية و حذفت الألف في الوصل لأن ألف أنا تثبت في الوقف و تحذف في الأصل في أجود اللغات نحو أن قمت بغير الألف و يجوز أنا قمت بإثبات الألف و هو ضعيف جدا و من قرأ «لََكِنَّا» فأثبت الألف في الوصل فإنه على لغة من قال أنا قمت فأثبت الألف قال الشاعر:

أنا شيخ العشيرة فاعرفوني # حميدا قد تذريت السناما

إلا أن إثبات الألف في لكنا هو الجيد لأن الهمزة قد حذفت من أنا فصار إثبات الألف عوضا من الهمزة قال أبو علي لا أرى قوله إن إثبات الألف هو الجيد لأنه صار عوضا من الهمزة كما قال لأن هذه الألف تلحق للوقف مثل الهاء في‌ مََا هِيَهْ و حِسََابِيَهْ* و الهاء في مثل هذا الطرف مثل ألف الوصل في ذلك الطرف فكما أن إثبات همزة الوصل في الوصل خطأ كذلك الهاء و الألف في الوصل خطأ فلا يلزم أن يثبت عوض من الهمزة المحذوفة أ لا ترى أن الهمزة في ويلمه قد حذفت حذفا على غير ما يوجبه قياس التخفيف و لا يعوض منها فإن لا يعوض منها في التخفيف القياسي أجدر لأن الهمزة هنا في تقدير الثبات و لو لا ذلك لم يحرك حرف اللين في نحو جيل في جيال و مئونة في مئونة قال و قد تجي‌ء هذه الألف مثبتة في الشعر نحو قول الأعشى :

فكيف أنا و انتحالي القوافي # بعد المشيب كفى ذاك عارا

و قول الآخر:

أنا شيخ العشيرة

"البيت"و لا يكون ذلك مختارا في القراءة و من قرأ «لََكِنَّا» في الوصل فإنه يحتمل أمرين (أحدهما) أن يجعل الضمير المتصل مثل المنفصل الذي هو نحن فيدغم النون من لكن لسكونها في النون من علامة الضمير فيكون على هذا «لََكِنَّا» بإثبات الألف وصلا و وقفا لا غير أ لا ترى أن أحدا لا يحذف الألف من نحو فعلنا و قوله «هُوَ» من «هُوَ اَللََّهُ رَبِّي» ضمير الحديث و القصة كما أنه في قوله‌ فَإِذََا هِيَ شََاخِصَةٌ و قوله‌ قُلْ هُوَ اَللََّهُ أَحَدٌ كذلك و التقدير الأمر الله أحد لأن هذا الضمير يدخل على المبتدأ و الخبر فيصير المبتدأ و الخبر موضع خبره كما أنه في أن و كأن و ظننت و ما يدخل على المبتدأ و الخبر كذلك و عاد الضمير على الضمير الذي دخلت عليه لكن على المعنى و لو عاد على اللفظ لكان لكنا

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 725
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست