responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 714

(1) - السنين لأنه لا تكاد العرب تقول مائة سنين‌ قال و هو جائز في ذا المعنى و قد يقوله بعض العرب قال أبو علي : و مما يدل على صحة قول من قال «ثلاثمائة سنين» أن هذا الضرب من العدد الذي يضاف في اللغة المشهورة إلى الآحاد نحو ثلاثمائة رجل و أربعمائة ثوب قد جاء مضافا إلى الجمع في قول الشاعر:

فما زودوني غير سحق عمامة # و خمس مي‌ء منها قسي و زائف‌

و ذلك أن قوله مي‌ء لا يخلو من أن يكون في الأصل كأنه فعلة فجمع على فعل مثل سدرة و سدر أو يكون فعلة فجمع على فعول مثل بدرة و بدور و مانة و مؤن قال:

"عظيمات الكلاكل و المئون"

و الأولى حمله على فعول و أنه خفف كما يخفف في القوافي كقوله:

"كنهور كان من أعقاب السمي"

ثم كسر فاؤه كما يكسر في نحو حلي و قال غيره إن العرب قد تضع الجمع هنا موضع الواحد لأن الأصل أن تكون الإضافة إلى الجمع قال الشاعر:

ثلاثمائين قد مضين كواملا # و ها أنا ذا قد أبتغي مر رابع‌

فجاء به على الأصل و من نون ثلاثمائة ففي نصب سنين قولان (أحدهما) أن يكون سنين بدلا من ثلاثمائة أو عطف بيان (و الآخر) أن يكون تمييزا كما تقول عندي عشرة أرطال زيتا قال الربيع بن ضبيع الفزاري :

إذا عاش الفتى مائتين عاما # فقد ذهب اللذاذة و الفتاء

قال الزجاج : و يجوز أن يكون سنين من نعت المائة فيكون مجرورا و هو راجع في المعنى إلى ثلاث كما قال عنترة :

فيها اثنتان و أربعون حلوبة # سودا كخافية الغراب الأسحم‌

فجعل سودا نعتا لحلوبة و هو في المعنى نعت لجملة العدد قال أبو علي : لا يمتنع أن يكون الشاعر جعل حلوبة جمعا و جعل سودا وصفا لها و إذا كان المراد به الجمع فلا يمتنع أن‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 714
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست