اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 6 صفحة : 692
(1) -
الحجة
قال أبو علي في لدن ثلاث لغات لدن مثل سبع و يخفف الدال و يكون على ضربين (أحدهما) أن يحذف الضمة من الدال فيقال لدن (و الآخر) أن يحذف الضمة من الدال و ينتقل إلى اللام فيقال لدن مثل عضد في عضد و في كلا الوجهين يجتمع في الكلمة ساكنان فمن قرأ من لدنه بكسر النون فإن الكسرة فيه ليست كسرة إعراب و إنما هي كسرة لالتقاء الساكنين و ذاك أن الدال أسكنت كما أسكنت الباء في سبع و النون ساكنة فالتقى الساكنان فكسر الثاني منهما فأما إشمام الدال الضمة فليعلم أن الأصل كان في الكلمة الضمة و مثل ذلك قولهم أنت تغرين و قولهم قيل أشمت الكسرة فيهما الضمة ليدل على أن الأصل فيهما التحريك بالضم و إن كان الإشمام في لدنه ليس في حركة خرجت إلى اللفظة و إنما هو بهيئة العضو لإخراج الضمة و أما الجار في قوله «مِنْ لَدُنْهُ» فيحتمل ضربين (أحدهما) أن يكون صفة متعلقا بشديد (و الآخر) أن يكون صفة للنكرة و فيها ذكر للموصوف.
اللغة
العوج بالفتح فيما يرى كالقناة و الخشبة و بالكسر فيما لا يرى شخصا قائما كالدين و الكلام و القيم و المستقيم و الباخع القاتل المهلك يقال بخع نفسه يبخعها بخعا و بخوعا قال ذو الرمة :
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه # لشيء نحته عن يديه المقادر
يريد نحته فخفف و الأسف المبالغة في الحزن و الغضب يقال أسف الرجل فهو آسف و أسيف قال الأعشى :
ترى رجلا منهم أسيفا كأنه # يضم إلى كشحيه كفا مخضبا
.
الإعراب
«قَيِّماً» نصب على الحال من الكتاب و العامل فيه أنزل و قوله «أَنَّ لَهُمْ أَجْراً» تقديره بأن لهم أجرا فحذف الجار و «مََاكِثِينَ» نصب على الحال في معنى خالدينو قوله «كَبُرَتْ كَلِمَةً» اختلف في نصب كلمة فقال السراج : انتصب على تفسير المضمر على حد قولهم نعم رجلا زيد و التقدير على هذا كبرت الكلمة كلمة ثم حذف الأول لدلالة الثاني عليه و مثله كرم رجلا زيد و لؤم صاحبا عمرو و يكون المخصوص بالتكبير في هذه المسألة محذوفا لدلالة صفته عليه و التقدير كلمة تخرج من أفواههم أي كلمة خارجة من أفواههم فيكون مرفوعا على وجهين (أحدهما) أن يكون مبتدأ و ما قبله الخبر (و الآخر) أن يكون خبر مبتدإ محذوف و تقديره هي كلمة تخرج و قيل انتصب كلمة على التمييز المنقول عن الفاعل على حد قولك
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 6 صفحة : 692