responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 646

646

(1) - وَحْدَهُ» معناه و إذا ذكرت الله بالتوحيد و أبطلت الشرك «وَلَّوْا عَلى‌ََ أَدْبََارِهِمْ نُفُوراً» أي أعرضوا عنك مدبرين نافرين و المعني بذلك كفار قريش و قيل هم الشياطين عن ابن عباس و قيل معناه إذا سمعوا بسم الله الرحمن الرحيم ولوا و قيل إذا سمعوا قول لا إله إلا الله‌} «نَحْنُ أَعْلَمُ بِمََا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ» معناه ليس يخفى علينا حال هؤلاء المشركين و غرضهم في الاستماع إليك و قد علمنا سبب استماعهم و هذا كما يقال فعلت ذلك بحرمتك «وَ إِذْ هُمْ نَجْوى‌ََ» أي متناجون و قيل هم ذوو نجوى و المعنى أنا نعلمهم في حال ما يصغون إلى سماع قراءتك و في حال ما يقومون من عندك و يتناجون فيما بينهم فيقول بعضهم هو ساحر و بعضهم هو كاهن و بعضهم هو شاعر و قيل يعني به أبا جهل و زمعة بن الأسود و عمرو بن هشام و خويطب بن عبد العزى اجتمعوا و تشاوروا في أمر النبي ص فقال أبو جهل هو مجنون و قال زمعة هو شاعر و قال خويطب هو كاهن ثم أتوا الوليد بن المغيرة و عرضوا ذلك عليه فقال هو ساحر «إِذْ يَقُولُ اَلظََّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاََّ رَجُلاً مَسْحُوراً» قيل فيه وجوه (أحدها) أنهم يقولون ما يتبعون إلا رجلا قد سحر فاختلط عليه أمره و إنما يقولون ذلك للتنفير عنه (و ثانيها) أن المراد بالمسحور المخدوع المعلل كما في قول امرئ القيس :

أرانا موضعين لحتم غيب # و نسحر في الطعام و في الشراب‌

و قول أمية بن أبي الصلت :

فإن تسألينا فيم نحن فإننا # عصافير من هذا الأنام المسحر

(و ثالثها) أن المعنى إن تتبعون إلا رجلا ذا سحر أي رئة خلقه الله بشرا مثلكم (و رابعها) أن المسحور بمعنى الساحر كما قيل في قوله «حِجََاباً مَسْتُوراً» أي ساترا و قد زيف هذا الوجه و الوجوه الثلاثة أوضح و على هذا فمعنى الآية البيان عما توجبه حال المعادي للدين الناصب للحق اليقين و أن قلبه كأنه في كنان عن تفهمه و كان في أذنيه وقرا عن استماعه فهو مول نافر عنه يناجي في حال الانحراف عنه جهالا أمثاله قد بعدوا بالحجة حتى نسبوا صاحبها إلى أنه مسحور لما لم يكن لهم إلى مقاومة ما أتى به سبيل و لا على كسره بالمعارضة دليل ثم قال سبحانه على وجه التعجيب‌} «اُنْظُرْ» يا محمد «كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 646
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست