responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 613

(1) -

القراءة

ليسوء بفتح الهمزة شامي كوفي غير حفص إلا أن الكسائي يقرأ بالنون و الباقون «لِيَسُوؤُا» بالياء و ضم الهمزة على وزن ليسوعوا و في الشواذ قراءة ابن عباس لتفسدن بضم التاء و فتح السين و عيسى الثقفي لتفسدن بفتح التاء و ضم السين و قراءة علي (ع) عبيدا لنا و قراءة أبي السماك فحاسوا بالحاء و قراءة أبي بن كعب ليسوءا بالتنوين.

الحجة

من قرأ ليسوء بالياء ففاعل ليسوء يجوز أن يكون أحد شيئين إما اسم الله تعالى لأن الذي تقدم بعثنا و رددنا لكم و أمددناكم بأموال و بنين و إما البعث و دل عليه بعثنا المتقدم كقوله‌ «لاََ يَحْسَبَنَّ اَلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمََا آتََاهُمُ اَللََّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ» أي البخل خيرا لهم و من قرأ لنسوء بالنون كان في المعنى كقول من قدر أن الفاعل ما تقدم من اسم الله تعالى و جاز أن ينسب المساءة إلى الله تعالى و إن كانت من الذين جاسوا خلال الديار في الحقيقة لأنهم فعلوا المساءة بقوة الله تعالى فجاز أن ينسب إليه و أما قوله «لِيَسُوؤُا» فمعناه إذا جاء وعد الآخرة أي وعد المرة الأخرى ليسوؤا وجوهكم فحذف بعثناهم لأن ذكره قد تقدم و الحجة في ليسوئوا أنه أشبه بما قبله و ما بعده أ لا ترى أن قبله ثم بعثناهم و بعده ليدخلوا المسجد الحرام و المبعوثون في الحقيقة هم الذين يسوءونهم بقتلهم إياهم و أسرهم لهم فهو وفق المعنى و قال «وُجُوهَكُمْ» على أن الوجوه مفعول به ليسوء و عدي إلى الوجوه لأن الوجوه قد يراد به ذو الوجوه كقوله‌ «كُلُّ شَيْ‌ءٍ هََالِكٌ إِلاََّ وَجْهَهُ» و قوله‌ «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نََاضِرَةٌ» و «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ` ضََاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ» و قال النابغة :

أقارع عوف لا أحاول غيرها # وجوه قرود تبتغي من تجادع‌

و أما قراءة أبي ليسوءا فالوجه فيه على قول ابن جني أن يكون على حذف الفاء كما يقال إذا سألتني فلأعطك كأنك تأمر نفسك و معناه فلأعطينك و اللامان بعده للأمر أيضا و هما «وَ لِيَدْخُلُوا اَلْمَسْجِدَ» «وَ لِيُتَبِّرُوا» و يقوي ذلك أنه لم يأت لإذا جواب فيما بعد و أما من قرأ لتفسدن و لتفسدن فإحدى القراءتين شاهدة للأخرى لأن من أفسد فقد فسد و أما حاسوا فمعناه معنى جلسوا بعينه.

اللغة

القضاء فصل الأمر على إحكام و منه سمي القاضي ثم يستعمل بمعنى الخلق و الإحداث كما قال‌ فَقَضََاهُنَّ سَبْعَ سَمََاوََاتٍ و بمعنى الإيجاب كما قال‌ وَ قَضى‌ََ رَبُّكَ أَلاََّ تَعْبُدُوا إِلاََّ إِيََّاهُ و بمعنى الإعلام و الإخبار بما يكون من الأمر و هو المعني هاهنا و أصله الإحكام و العلو

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 613
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست