responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 602

(1) - حللتموه بأنفسكم مثل الميتة هذا حلال و لما حرمتموه مثل السائبة هذا حرام «لِتَفْتَرُوا عَلَى اَللََّهِ اَلْكَذِبَ» أي لتكذبوا في إضافة التحريم إليه «إِنَّ اَلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اَللََّهِ اَلْكَذِبَ لاََ يُفْلِحُونَ» أي لا ينجون من عذاب الله و لا ينالون خيرا} «مَتََاعٌ قَلِيلٌ» معناه الذين هم فيه من الدنيا بشي‌ء قليل ينتفعون به أياما قلائل «وَ لَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ» في الآخرة «وَ عَلَى اَلَّذِينَ هََادُوا» يعني اليهود «حَرَّمْنََا مََا قَصَصْنََا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ» يعني بذلك ما ذكره في سورة الأنعام من قوله‌ «وَ عَلَى اَلَّذِينَ هََادُوا حَرَّمْنََا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ» الآية عن الحسن و قتادة و عكرمة و عنى بقوله «مِنْ قَبْلُ» نزول هذه الآية لأن ما في سورة الأنعام نزل قبل هذه الآية «وَ مََا ظَلَمْنََاهُمْ» بتحريم ذلك عليهم «وَ لََكِنْ كََانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ» بالعصيان و الكفر بنعم الله تعالى و الجحود بأنبيائه و استحقوا بذلك تحريم هذه الأشياء عليهم‌ لتغيير المصلحة عند كفرهم و عصيانهم ثم ذكر سبحانه التائبين بعد تقدم الوعد و الوعيد فقال‌} «ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ» الذي خلقك يا محمد «لِلَّذِينَ عَمِلُوا اَلسُّوءَ» أي المعصية «بِجَهََالَةٍ» أي بداعي الجهل فإنه يدعو إلى القبيح كما أن داعي العلم يدعو إلى الحسن و قيل بجهالة السيئات أو بجهالتهم للعاقبة و قيل بجهالة أنها سوء و قيل الجهالة هو أن يعجل بالإقدام عليها و يعد نفسه التوبة عنها «ثُمَّ تََابُوا» عن تلك المعصية «مِنْ بَعْدِ ذََلِكَ وَ أَصْلَحُوا» نياتهم و أفعالهم «إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهََا» أي من بعد التوبة أو الجهالة أو المعصية «لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» و أعاد قوله «إِنَّ رَبَّكَ» للتأكيد و ليعود الضمير في قوله «مِنْ بَعْدِهََا» إلى الفعلة.

النظم‌

إنما اتصل قوله «وَ عَلَى اَلَّذِينَ هََادُوا حَرَّمْنََا مََا قَصَصْنََا عَلَيْكَ» بما تقدم ذكره من التحريم و التحليل ليبين أن ما كانوا يحرمونه و يحللونه بزعمهم ليس في التوراة كما أنه ليس ذلك في القرآن و قيل ليبين أنه إذا لم يحرم على اليهود جميع الطيبات بعصيانهم فكيف يحرم على المسلمين ذلك.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 602
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست