responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 500

(1) - فعل ذلك بهم لتجزى كل نفس بما كسبت خيرا بأن آمنت و أطاعت أثابها الله بالنعيم المقيم و إن كسبت شرا بأن كفرت و جحدت عاقبها بالعذاب الأليم في نار الجحيم «إِنَّ اَللََّهَ سَرِيعُ اَلْحِسََابِ» أي سريع المجازاة و قد سبق بيانه‌} «هََذََا بَلاََغٌ لِلنََّاسِ» هو إشارة إلى القرآن عن ابن عباس و الحسن و ابن زيد و غيرهم أي هذا القرآن عظة للناس بالغة كافية و قيل هو إشارة إلى ما تقدم ذكره أي هذا الوعيد كفاية لمن تدبره من الناس و الأول هو الصحيح «وَ لِيُنْذَرُوا بِهِ» أي أنزل ليبلغوا و ينذروا به و ليخوفوا بما فيه من الوعيد «وَ لِيَعْلَمُوا أَنَّمََا هُوَ إِلََهٌ وََاحِدٌ» لا شريك له بالنظر في أدلة التوحيد التي بينها الله في القرآن «وَ لِيَذَّكَّرَ أُولُوا اَلْأَلْبََابِ» أي و ليتعظ به أهل العقول و ذوو النهى و في هذه الآية دلالة على أن القرآن كاف في جميع ما يحتاج الناس إليه في أمور الدين لأن جميع أمور الدين جملها و تفاضيلها يعلم بالقرآن إما بنفسه و إما بواسطة فيجب على المؤمن المجتهد المهتم بأمور الدين أن يشمر عن ساق الجد في طلب أمور القرآن و يصدق عنايته بمعرفة ما فيه من بدائع الحكمة و مواضع البيان مكتفيا به عما سواه لينال السعادة في دنياه و عقباه و في قوله «وَ لِيَعْلَمُوا أَنَّمََا هُوَ إِلََهٌ وََاحِدٌ» دلالة على أنه سبحانه أراد من الناس علم التوحيد خلافا لأهل الجبر في قولهم أنه سبحانه أراد من النصارى إثبات التثليث و من الزنادقة القول بالتثنية تعالى الله عن ذلك علوا كبيراو في قوله «لِيَذَّكَّرَ» دلالة على أنه أراد من الجميع التدبر و التذكر و على أن العقل حجة لأن غير ذوي العقول لا يمكنهم الفكر و الاعتبار.

النظم‌

اتصلت الآية الثانية بقوله «وَ عِنْدَ اَللََّهِ مَكْرُهُمْ» أي فلا تحسبوا أن الله يخلف وعده بل يجازيهم و ينصر رسله و قيل اتصلت بقوله‌ «إِنَّمََا يُؤَخِّرُهُمْ» أي فلا تحسبوه مخلف وعده في العقوبة للكفار بل إن شاء أخر و إن شاء عجل و اتصل قوله «يَوْمَ تُبَدَّلُ اَلْأَرْضُ غَيْرَ اَلْأَرْضِ» بقوله «فَلاََ تَحْسَبَنَّ اَللََّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ» أي لا يخلفهم وعده لا في الدنيا و لا في الآخرة عن أبي مسلم و قيل المراد به أنه ذو انتقام من الكفار ذلك اليوم و اتصل قوله «لِيَجْزِيَ اَللََّهُ كُلَّ نَفْسٍ مََا كَسَبَتْ» بقوله «يَوْمَ تُبَدَّلُ اَلْأَرْضُ» .

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 500
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست