responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 490

(1) - قبل ذلك و إنما خربه طسم و جديس و قيل إنه رفعه الله إلى السماء أيام الطوفان‌ و إنما سماه المحرم لأنه لا يستطيع أحد الوصول إليه إلا بالإحرام و قيل لأنه حرم فيه ما أحل في غيره من البيوت من الجماع و الملابسة بشي‌ء من الأقذار و الدماء و قيل معناه العظيم الحرمة «رَبَّنََا لِيُقِيمُوا اَلصَّلاََةَ» أي أسكنتهم هذا الوادي ليداوموا على الصلاة و يقيموا بشرائطها و اللام تتعلق بقوله أَسْكَنْتُ و فصل بينه و بين ما تعلق بقوله رَبَّنََا لأن الفصل بالنداء مستحب في هذا و إذا جاء نحو قوله:

على حين ألهى الناس جل أمورهم # فندلا زريق المال ندل الثعالب‌

أي اندل المال يا زريق ففصل بالنداء بين المصدر و ما تعلق به كان هذا أولى «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ اَلنََّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ» هذا سؤال من إبراهيم (ع) أن يجعل الله قلوب الخلق تحن إلى ذلك الموضع ليكون في ذلك أنس لذريته بمن يرد عليهم من الوفود و ليدر أرزاقهم على مرور الأوقات و لو لا لطفه سبحانه بإمالة قلوب الناس إليه إما للدين كالحج و العمرة و إما للتجارة لما صح أن يعيش ساكنوه قال سعيد بن جبير لو قال أفئدة الناس لحجت اليهود و النصارى و المجوس و لكنه قال من الناس فهم المسلمون و روى مجاهد أنه قال إن إبراهيم (ع) لو قال أفئدة الناس لازدحمت عليه فارس و الروم و روى الفضل بن يسار و غيره عن الباقر (ع) أنه قال إنما أمر الناس أن يطوفوا بهذه الأحجار ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم و يعرضوا علينا نصرهم ثم قرأ هذه الآية و قيل إن معنى تهوي إليهم ينزع إليهم و يميل عن ابن عباس و قتادة و قيل معناه و ينزل و يهبط إليهم لأن مكة في غور عن أبي مسلم «وَ اُرْزُقْهُمْ مِنَ اَلثَّمَرََاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ» أي لكي يشكروا لك و يعبدوك‌} «رَبَّنََا إِنَّكَ تَعْلَمُ مََا نُخْفِي وَ مََا نُعْلِنُ» هذا اعتراف من إبراهيم (ع) لله سبحانه بأنه يعلم ما يبطن الخلق و ما يظهرونه و أنه لا يخفى عليه شي‌ء مما في الأرض و السماء و قيل إن قوله «وَ مََا يَخْفى‌ََ عَلَى اَللََّهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاََ فِي اَلسَّمََاءِ» إنما هو إخبار منه سبحانه بذلك و ابتداء كلام من جهته لا على سبيل الحكاية عن إبراهيم (ع) بل هو اعتراض عن الجبائي قال ثم عاد إلى حكاية كلام إبراهيم (ع) فقال‌} «اَلْحَمْدُ لِلََّهِ اَلَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى اَلْكِبَرِ إِسْمََاعِيلَ وَ إِسْحََاقَ » و هذا

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 490
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست