responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 459

(1) - يكون فإذا وقع كتب أنه قد كان ما قيل إنه سيكون و الوجه في ذلك ما فيه من المصلحة و الاعتبار لمن تفكر فيه من الملائكة الذين يشاهدونه إذا قابلوا ما يكون بما هو مكتوب فيه و علموا أن ما يحدث على كثرته قد أحصاه الله تعالى و علمه قبل أن يكون مع أن ذلك أهول في الصدور و أعظم في النفوس حتى كان من تصوره و فكر فيه شاهدا له‌} «وَ إِنْ مََا نُرِيَنَّكَ» يا محمد «بَعْضَ اَلَّذِي نَعِدُهُمْ» أي نعد هؤلاء الكفار من نصر المؤمنين عليهم بتمكينك منهم بالقتل و الأسر و اغتنام الأموال «أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ» أي و نقبضنك إلينا قبل أن نريك ذلك و بين بهذا أنه يكون بعض ذلك في حياته و بعضه‌ بعد وفاته أي فلا تنتظر أن يكون جميع ذلك في أيام حياتك و أن يكون مما لا بد أن تراه «فَإِنَّمََا عَلَيْكَ اَلْبَلاََغُ وَ عَلَيْنَا اَلْحِسََابُ» أي عليك أن تبلغهم ما أرسلناك به إليهم و تقول بما أمرناك بالقيام به و علينا حسابهم و مجازاتهم و الانتقام منهم إما عاجلا و إما آجلا و في هذه دلالة على أن الإسلام سيظهر على سائر الأديان و يبطل الشرك في أيامه و بعد وفاته و قد وقع المخبر به على وفق الخبر.

ـ

النظم‌

اتصلت الآية الأولى بما تقدمها من قولهم‌ «لَوْ لاََ أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ» فبين سبحانه أنه بشر كما أن الرسل الذين كانوا قبله كانوا بشرا و البشر لا يقدر على الآيات بل إنما يأتي سبحانه بها إذا اقتضت المصلحة ذلك عن أبي مسلم و قيل إنه لما تقدم ذكر إرساله بين سبحانه أنه أرسل قبله بشرا كما أرسله فحاله مثل حالهم عن القاضي و إنما اتصلت الآية الثانية بقوله «لِكُلِّ أَجَلٍ كِتََابٌ» لأن الظاهر اقتضى أن يكون كل مكتوب لا يجوز محوه فبين سبحانه أنه يمحو ما يشاء و يثبت لئلا يتوهم أن المعصية مثبتة مع التوبة كما أنها كذلك قبل التوبة عن علي بن عيسى و قيل لما نزلت «وَ مََا كََانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاََّ بِإِذْنِ اَللََّهِ» قالت قريش ما نراك يا محمد تملك شيئا فلقد فرغ من الأمر فأنزل هذه الآية تخويفا و وعيدا لهم إنا لو شئنا أحدثنا من أمرنا ما شئنا و نمحو و نثبت في ليلة القدر ما نشاء من أرزاق الناس و مصائبهم عن مجاهد و إنما اتصل قوله «وَ إِنْ مََا نُرِيَنَّكَ» الآية بما قبله من وعيد الله بالعذاب فبين سبحانه أنه يفعل ذلك لا محالة إما في حياته أو بعد وفاته بشارة له و قيل إنه لما تقدم أن لكل أجل كتابا بين أن لعذابهم وقتا سيفعله فيه لا محالة إما في حياته أو بعد وفاته.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 459
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست