اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 6 صفحة : 422
(1) -
القراءة
قد ذكرنا الاختلاف في قوله «يُغْشِي اَللَّيْلَ اَلنَّهََارَ» في سورة الأعراف و قرأ ابن كثير و أبو عمر و يعقوب و حفص «وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوََانٌ وَ غَيْرُ صِنْوََانٍ» جميعها بالرفع و الباقون بالجر في الجميع و قرأ حفص صنوان بضم الصاد و كذلك رواية الحلواني عن القواس و قرأ الباقون بكسر الصاد و في الشواذ قراءة الحسن و قتادة صنوان و قرأ «يُسْقىََ» بالياء ابن عامر و زيد و رويس عن يعقوب و قرأ الباقون تسقى بالتاء و قرأ أهل الكوفة غير عاصم و روح عن يعقوب و يفضل بالياء و الباقون بالنون.
الحجة
قال أبو علي من رفع قوله «وَ زَرْعٌ» فتقديره و في الأرض زرع و نخيل صنوان فجعله محمولا على قوله وَ فِي اَلْأَرْضِ قِطَعٌ و لم يجعله محمولا على ما في الجنات من الأعناب و الجنة على هذا تقع على الأرض التي فيها الأعناب دون غيرها كما تقع على الأرض التي فيها الأعناب و النخيل دون غيرهما و يقوي ذلك قول زهير
كان عيني في غربي مقتلة # من النواضح تسقي جنة سحقا
فالمعنى تسقي نخيل جنة فأما من قرأ بالجر فإنه حمل النخيل و الزرع على الأعناب فكأنه قال جنات من أعناب من زرع و نخيل و الدليل على أن الأرض إذا كان فيها النخل و الكرم و الزرع سميت جنة قوله «جَعَلْنََا لِأَحَدِهِمََا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنََابٍ وَ حَفَفْنََاهُمََا بِنَخْلٍ وَ جَعَلْنََا بَيْنَهُمََا زَرْعاً» فكما سميت الأرض ذات العنب و النخل و الزرع جنة كذلك يكون النخيل و الزرع محمولين على الأعناب فتكون الجنة من هذه الأشياء و يقوي ذلك قوله.
أقبل سيل جاء من أمر الله # يحرد حرد الجنة المغلة
و الغلة إنما هي ما يكال بالقفيز في أكثر الأمر قال و الصنوان فيما يذهب إليه أبو عبيدة
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 6 صفحة : 422