اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 97
(1) -
القراءة
قرأ يعقوب و الأنصار بالرفع و هي قراءة عمر بن الخطاب و الحسن و قتادة و القراءة المشهورة «وَ اَلْأَنْصََارِ» بالجر و قرأ ابن كثير وحده من تحتها بزيادة من و كذلك هو في مصاحف مكة و قرأ الباقون «تَحْتَهَا» بغير من و عليه سائر المصاحف و المعنى واحد.
الحجة
من قرأ بالرفع عطفه على قوله «اَلسََّابِقُونَ» و من قرأ بالجر عطفه على «اَلْمُهََاجِرِينَ» و أما قوله «وَ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسََانٍ» فيجوز أن يكون معطوفا على الأنصار في رفعه و جره و يجوز أن يكون معطوفا على السابقون و أن يكون معطوفا على الأنصار أولى لقربه منه.
الإعراب
السابقون مبتدأ و الأولون صفته من المهاجرين تبيين لهم «وَ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُمْ» إن حملته على السابقون كان مرفوعا و إن حملته على الأنصار كان مجرورا و خبر الأسماء كلها «رَضِيَ اَللََّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ» و «أَعَدَّ لَهُمْ» عطف على رضي فالوقف على قوله «خََالِدِينَ فِيهََا أَبَداً» .
النزول
قيل نزلت هذه الآية فيمن صلى إلى القبلتين عن سعيد بن المسيب و الحسن و ابن سيرين و قتادة و قيل نزلت فيمن بايع بيعة الرضوان و هي بيعة الحديبية عن الشعبي قال و من أسلم بعد ذلك و هاجر فليس من المهاجرين الأولين و قيل هم أهل بدر عن عطاء بن رياح و قيل هم الذين أسلموا قبل الهجرة عن الجبائي .
المعنى
لما تقدم ذكر المنافقين و الكفار عقبه سبحانه بذكر السابقين إلى الإيمان فقال «وَ اَلسََّابِقُونَ اَلْأَوَّلُونَ» أي السابقون إلى الإيمان و إلى الطاعاتو إنما مدحهم بالسبق لأن السابق إلى الشيء يتبعه غيره فيكون متبوعا و غيره تابع له فهو إمام فيه و داع له إلى الخير بسبقه إليه و كذلك من سبق إلى الشر يكون أسوأ حالا لهذه العلة «مِنَ اَلْمُهََاجِرِينَ» الذين هاجروا من مكة إلى المدينة و إلى الحبشة «وَ اَلْأَنْصََارِ» أي و من الأنصار الذين سبقوا نظراءهم من أهل المدينة إلى الإسلام و من قرأ و الأنصار بالرفع لم يجعلهم من السابقين و جعل السبق للمهاجرين خاصة «وَ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسََانٍ» أي بأفعال الخير و الدخول في الإسلام بعدهم و سلوك منهاجهم و يدخل في ذلك من يجيء بعدهم إلى يوم القيامة «رَضِيَ اَللََّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ» أخبر سبحانه أنه رضي عنهم أفعالهم و رضوا عن الله سبحانه لما أجزل لهم من الثواب على طاعاتهم و إيمانهم به و يقينهم «وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنََّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا اَلْأَنْهََارُ خََالِدِينَ فِيهََا أَبَداً» أي يبقون ببقاء الله منعمين «ذََلِكَ اَلْفَوْزُ اَلْعَظِيمُ» أي الفلاح
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 97