اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 90
(1) - (أحدهما) أن يكون المراد المتعذرون كان لهم عذر أو لم يكن و إنما أدغم التاء في الذال لقرب مخرجهما (و الثاني) أنه أراد المقصرون من التعذير فالمعذر المقصر الذي يريك أنه معذور و لا عذر له و المعتذر يقال لمن عذر و لمن لا عذر له قال لبيد :
"و من يبك حولا كاملا فقد اعتذر"
أي أتى بعذر.
المعنى
لما تقدم حديث المخلفين صنف الله تعالى الأعراب منهم صنفين فقال سبحانه «وَ جََاءَ اَلْمُعَذِّرُونَ مِنَ اَلْأَعْرََابِ» أي المقصرون الذين يعتذرون و ليس لهم عذر عن أكثر المفسرين و قيل هم المعتذرون الذين لهم عذر و هم نفر من بني غفار عن ابن عباس قال و يدل عليه قوله «وَ قَعَدَ اَلَّذِينَ كَذَبُوا اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ» فعطف الكاذبين عليهم فدل ذلك على أن الأولين في اعتذارهم صادقون و قيل معناه الذين يتصورون بصورة أهل العذر و ليسوا كذلك «لِيُؤْذَنَ لَهُمْ» في التخلف عن الجبائي «وَ قَعَدَ اَلَّذِينَ كَذَبُوا اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ» أي و قعدت طائفة من المنافقين من غير أن اعتذروا و هم الذين كذبوا فيما كانوا يظهرونه من الإيمان «سَيُصِيبُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ» قال أبو عمرو بن العلاء في هذه الآية كلا الفريقين كان مسيئا جاء قوم فعذروا و جنح آخرون فقعدوا يريد أن قوما تكلفوا عذرا بالباطل و تخلف آخرون من غير تكلف عذر و إظهار علة جرأة على الله و رسوله.
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 90