اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 83
(1) - «وَ نَجْوََاهُمْ» ما يتناجون به بينهم و هذا استفهام يراد به التوبيخ المعنى أنه يجب عليهم أن يعلموا ذلك «وَ أَنَّ اَللََّهَ عَلاََّمُ اَلْغُيُوبِ» جمع غيب و هو كل ما غاب عن الأجسام و معناه يعلم كل ما غاب عن العباد و عن إدراكهم من موجود أو معدوم من كل وجه يصح أن يعلم منه لأن إلا صيغة مبالغة و في قوله «فَأَعْقَبَهُمْ نِفََاقاً فِي قُلُوبِهِمْ» الآية دلالة على أن بعض المعاصي قد يدعو إلي بعض بأنهم لما تهاونوا بأداء هذا الحق دعاهم ذلك إلى الثبات على النفاق إلى الممات و كذلك يدعو بعض الطاعات إلى بعض و على ذلك ترتيب الشرائع و فيه دلالة على أن الإخلاف و الخيانة و الكذب من أخلاق أهل النفاق و قد صح في الحديث عن النبي ص أنه قال للمنافق ثلاث علامات إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا اؤتمن خان.
اللغة
المطوع أصله المتطوع أدغمت التاء في الطاء لأنها من مخرجها و الطاء أفضل منها بالاستعلاء و الإطباق و التطوع كل فعل يستحق المدح بفعله و لا يستحق الذم بتركه و نظيره النافلة و الفضيلة و الجهد و الجهد بمعنى و هو الحمل على النفس بما يشق و قيل بينهما فرق و الجهد بالفتح في العمل و بالضم في القوت عن الشعبي و قيل الجهد بالفتح المشقة و بالضم الطاعة عن القتيبي .
الإعراب
يجوز أن يكون موضع «اَلَّذِينَ يَلْمِزُونَ» جرا بأن يكون بدلا من الهاء و الميم في قوله «وَ مِنْهُمْ مَنْ عََاهَدَ اَللََّهَ» و يحتمل أن يكون رفعا على الابتداء و خبره «سَخِرَ اَللََّهُ مِنْهُمْ» و هذا أولى و قوله «فِي اَلصَّدَقََاتِ» من صلة يلمزون و لا يكون من صلة المطوعين لأنه فضل بينهما قوله «مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ» و «اَلَّذِينَ لاََ يَجِدُونَ» عطف على «اَلَّذِينَ يَلْمِزُونَ» .
المعنى
ثم وصفهم الله بصفة أخرى فقال «اَلَّذِينَ يَلْمِزُونَ» أي يعيبون
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 83