اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 8
(1) - إسحاق و عيسى بن عمرو و قرأ سائر القراء «وَ رَسُولِهِ» بالرفع و في الشواذ قراءة عكرمة و عطا لم ينقضوكم بالضاد المعجمة
الحجة
من قرأ «وَ رَسُولِهِ» بالرفع فإنه على الابتداء و خبره محذوف و يدل عليه ما تقدمه و تقديره و رسوله أيضا بريء منهم و يجوز أن يكون معطوفا على المضمر في بريء و حسن العطف عليه و إن كان غير مؤكد لأن قوله «مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ» قام مقام التوكيد و ذكر سيبويه وجها ثالثا و هو أن يكون معطوفا على موضع أن و هذا وهم منه لأن أن المفتوحة مع ما بعدها في تأويل المصدر فقد تغيرت عن حكم المبتدأ و صارت في حكم ليت و لعل و كان في إحداثها معنى يفارق المبتدأ فكما لا يجوز العطف على مواضعهن فكذا لا يجوز العطف على موضع أن و إنما يجوز العطف على موضع إن المكسورة كما قال الشاعر:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله # فإني و قيار بها لغريب
و لعل سيبويه توهم أنها مكسورة فحمل على موضعها فقد قرأ في الشواذ إن الله بريء بالكسر فلعله تأول على هذه القراءة و من نصب عطفه على اسم الله تعالى و على هذا فيكون خبره محذوفا أيضا و من قرأ لم ينقضوكم فمعناه لم ينقضوا أموركم و عهودكم.
اللغة
الأذان الإعلام يقال أذنته بكذا فأذن أي أعلمته فعلم و قيل إن أصله من النداء الذي يسمع بالأذن و معناه أوقعه في أذنه و تأذن بمعنى آذن كما يقال تيقن و أيقن و المدة و الزمان و الحين نظائر و أصله من مددت الشيء مدا فكأنه زمان طويل الفسحة و المدة عند المتكلمين اسم للمعدود من حركات الفلك و هو محدث .
الإعراب
و أذان عطف على براءة عن الزجاج و قيل إن تقديره عليكم أذان لأن فيه معنى الأمر فيكون مبتدأ و خبره محذوف عن علي بن عيسى و يجوز أن يكون مبتدأ و الخبر قوله «أَنَّ اَللََّهَ بَرِيءٌ» على حذف الباء كأنه قال بأن الله و على الوجهين الأولين يكون موضع أن نصبا على أنه مفعول له و قوله «اَلَّذِينَ عََاهَدْتُمْ» في موضع نصب على الاستثناء و بشر معطوف على معنى الأذان أي أذن و بشر عن أبي مسلم .
ـ
المعنى
ثم بين سبحانه أنه يجب إعلام المشركين ببراءة منهم لئلا ينسبوا المسلمين إلى الغدر قال «وَ أَذََانٌ مِنَ اَللََّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى اَلنََّاسِ» معناه و إعلام و فيه معنى الأمر أي أذنوا
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 8