اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 76
(1) -
اللغة
العدن و الإقامة و الخلود نظائر و منه المعدن و قال الأعشى :
فإن يستضيفوا إلى حكمه # يضافوا إلى راجح قد عدن
و الرضوان مصدر رضي يرضى رضى و رضوانا و الجهاد ممارسة الأمر الشاق و أصله من الجهد .
المعنى
لما ذكر الله تعالى المنافقين و وصفهم بقبيح خصالهم اقتضت الحكمة أن يذكر المؤمنين و يصفهم بضد أوصافهم ليتصل الكلام بما قبله اتصال النقيض بالنقيض فقال «وَ اَلْمُؤْمِنُونَ وَ اَلْمُؤْمِنََاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيََاءُ بَعْضٍ» أي بعضهم أنصار بعض يلزم كل واحد منهم نصرة صاحبه و موالاته حتى أن المرأة تهيئ أسباب السفر لزوجها إذا خرج و تحفظ غيبة زوجها و هم يد واحدة على من سواهم «يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ» و هو ما أوجب الله فعله أو رغب فيه عقلا أو شرعا «وَ يَنْهَوْنَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ» و هو ما نهى الله عن فعله و زهد فيه عقلا أو شرعا «وَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاََةَ وَ يُؤْتُونَ اَلزَّكََاةَ وَ يُطِيعُونَ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ» أي يداومون على فعل الصلاة و إخراج الزكاة من أموالهم و وضعها حيث أمر الله تعالى بوضعها فيه و يمتثلون طاعة الله و رسوله و يتبعون إرادتهما و رضاهما «أُولََئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اَللََّهُ» أي الذين هذه صفتهم يرحمهم الله في الآخرة «إِنَّ اَللََّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» أي قادر على الرحمة و العذاب واضع كل واحد منهما موضعه و في الآية دلالة على أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من فروض الأعيان لأنه جعلهما من صفات جميع المؤمنين و لم يخص قوما منهم دون قوم} «وَعَدَ اَللََّهُ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُؤْمِنََاتِ جَنََّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهََارُ» أي من تحت أشجارها الأنهار و الماء فيها «خََالِدِينَ فِيهََا وَ مَسََاكِنَ طَيِّبَةً» يطيب العيش فيها بناها الله تعالى من اللآلئ و الياقوت الأحمر
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 76