responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 64

(1) -

الإعراب‌

قال الزجاج فريضة منصوب على التوكيد لأن قوله إنما الصدقات لهؤلاء كقولك فرض الله الصدقات لهؤلاء.

المعنى‌

ثم بين سبحانه لمن الصدقات فقال «إِنَّمَا اَلصَّدَقََاتُ لِلْفُقَرََاءِ وَ اَلْمَسََاكِينِ» و معناه ليست الصدقات التي هي زكاة الأموال إلا لهؤلاء و اختلف في الفرق بين الفقير و المسكين على قولين (أحدهما) أنهما صنف واحد و إنما ذكر الصنفان تأكيدا للأمر و هو قول أبي علي الجبائي و إليه ذهب أبو يوسف و محمد فقالا فيمن قال ثلث مالي للفقراء و المساكين و فلان إن لفلان نصف الثلث و نصفه الآخر للفقراء و المساكين لأنهما صنف واحد و الآخر و هو قول الأكثرين أنهما صنفان و هو قول الشافعي و أبي حنيفة فإنه قال في المسألة المذكورة أن لفلان ثلث الثلث و ثلثي الثلث للفقراء و المساكين ثم اختلف هؤلاء على أقوال فقيل إن الفقير هو المتعفف الذي لا يسأل و المسكين الذي يسأل عن ابن عباس و الحسن و الزهري و مجاهد ذهبوا إلى أن المسكين مشتق من المسكنة بالمسألة و روي ذلك عن أبي جعفر (ع) و قيل آت الفقير الذي يسأل و المسكين الذي لا يسأل و جاء في الحديث ما يدل على ذلك‌ فقد روي عن النبي ص أنه قال ليس المسكين الذي يرده الأكلة و الأكلتان و التمرة و التمرتان و لكن المسكين الذي لا يجد غنيا فيغنيه و لا يسأل الناس شيئا و لا يفطن به فيتصدق عليه‌ و قيل الفقير هو الزمن المحتاج و المسكين هو الصحيح المحتاج عن قتادة و قيل الفقراء المهاجرون و المساكين غير المهاجرين عن الضحاك و إبراهيم ثم اختلفوا من وجه آخر فقيل إن الفقير أسوأ حالا من المسكين فإن الفقير هو الذي لا شي‌ء له و المسكين الذي له بلغة من العيش لا تكفيه و إليه ذهب الشافعي و ابن الأنباري و احتجا بقوله تعالى‌ «أَمَّا اَلسَّفِينَةُ فَكََانَتْ لِمَسََاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي اَلْبَحْرِ» و بأن الفقير مشتق من فقار الظهر فكأن الحاجة قد كسرت فقار ظهره و قيل إن المسكين أسوأ حالا من الفقير الذي له بلغة من العيش و المسكين الذي لا شي‌ء له و هو قول أبي حنيفة و القتيبي و ابن دريد و أئمة اللغة و أنشد يونس :

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست