responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 52

(1) - العتاب و هل كان هذا الأذن قبيحا أم لا قال الجبائي كان قبيحا و وقع صغيرا لأنه لا يقال في المباح لم فعلته و هذا غير صحيح لأنه يجوز أن يقال فيما غيره أفضل منه لم فعلته كما يقول القائل لغيره إذا رآه يعاتب أخا له عاتبته و كلمته بما يشق عليه و إن كان يجوز له معاتبته بما يشق عليه و كيف يكون إذنه لهم قبيحا و قد قال سبحانه في موضع آخر «فَإِذَا اِسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ» و قيل معناه أدام الله لك العفو لم أذنت لهؤلاء في الخروج لأنهم استأذنوا فيه تملقا و لو خرجوا لأرادوا الخبال و الفساد و لم يعلم النبي ص ذلك من سريرتهم عن أبي مسلم «حَتََّى يَتَبَيَّنَ لَكَ اَلَّذِينَ صَدَقُوا وَ تَعْلَمَ اَلْكََاذِبِينَ» أي حتى تعرف من له العذر منهم في التخلف و من لا عذر له فيكون إذنك لمن أذنت له على علم قال ابن عباس و ذلك لأن رسول الله ص لم يكن يعرف المنافقين يومئذ و قيل أنه (ع) إنما خيرهم بين الظعن و الإقامة متوعدا لهم و لم يأذن فاغتنم القوم ذلك و في هذا إخبار من الله سبحانه أنه كان الأولى أن يلزمهم الخروج معه حتى إذا لم يخرجوا أظهر نفاقهم لأنه متى أذن لهم ثم تأخروا لم يعلم أ لنفاق كان تأخرهم أم لغيره و كان الذين استأذنوه منافقين و منهم جد بن قيس و معتب بن قشير و هما من الأنصار.

المعنى‌

ثم بين سبحانه حال المؤمنين و المنافقين في الاستئذان فقال «لاََ يَسْتَأْذِنُكَ» أي لا يطلب منك الإذن في القعود عن الجهاد معك بالمعاذير الفاسدة و قيل معناه لا يستأذنك في الخروج لأنه مستغن عنه بدعائك إلى ذلك بل يتأهب له عن أبي مسلم «اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللََّهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ أَنْ يُجََاهِدُوا بِأَمْوََالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ» و المعنى في أن يجاهدوا فحذف في فأفضى الفعل «وَ اَللََّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ» قال ابن عباس هذا تعيير للمنافقين حين استأذنوه في القعود عن الجهاد و عذر للمؤمنين في قوله‌ «لَمْ يَذْهَبُوا حَتََّى يَسْتَأْذِنُوهُ» و المعنى أنه لم يخرجهم من صفة المتقين إلا لأنه علم أنهم ليسوا منهم‌} «إِنَّمََا يَسْتَأْذِنُكَ»

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست