responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 343

(1) - محذوف يتعلق العزم به و قد أمكن أن نعلق عزمه (ع) بغير القبيح و نجعله متناولا لضربها أو دفعها عن نفسه فكأنه قال و لقد همت بالفاحشة منه و أرادت ذلك و هم يوسف (ع) بضربها و دفعها عن نفسه كما يقال هممت بفلان أي بضربه و إيقاع مكروه به و على هذا فيكون معنى رؤية البرهان أن الله سبحانه أراه برهانا على أنه إن أقدم على ما هم به أهلكه أهلها أو قتلوه‌ أو ادعت عليه المراودة على القبيح و قذفته بأنه دعاها إليه و ضربها لامتناعها منه فأخبر سبحانه أنه صرف عنه السوء و الفحشاء اللذين هما القتل و ظن اقتراف الفاحشة به و يكون التقدير لو لا أن رأى برهان ربه لفعل ذلك و يكون جواب لو لا محذوف كما حذف فيه قوله تعالى‌ «وَ لَوْ لاََ فَضْلُ اَللََّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ وَ أَنَّ اَللََّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ» و قوله‌ «كَلاََّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اَلْيَقِينِ» أي لو لا فضل الله لهلكتم و لو تعلمون علم اليقين لم يلهكم التكاثر و مثله قول امرئ القيس :

و لو أنها نفس تموت سوية # و لكنها نفس تساقط أنفسا

يريد فلو أنها نفس تموت سوية لنقضت و فنيت فحذف الجواب تعويلا على أن الكلام يقتضيه و على هذا يكون جواب لو لا محذوف يدل عليه قوله «وَ هَمَّ بِهََا» و لا يجوز أن يكون قوله «وَ هَمَّ بِهََا» جوابا للو لا لأن جواب لو لا لا يتقدم عليه (و ثانيها) أن يحمل الكلام على التقديم و التأخير و يكون التقدير و لقد همت به و لو لا أن رأى برهان ربه لهم بها و لما رأى برهان ربه لم يهم بها و يجري ذلك مجرى قولهم قد كنت هلكت لو لا أني تداركتك و قد كنت قلت لو لا أني خلصتك و المعنى لو لا تداركي لهلكت و لو لا تخليصي إياك لقتلت و إن كأن لم يقع هلاك و قتل و مثله قول الشاعر:

فلا يدعني قومي ليوم كريهة # لئن لم أعجل ضربة أو أعجل‌

و قال آخر:

فلا يدعني قومي صريحا لحرة # لئن كنت مقتولا و يسلم عامر

و في القرآن إِنْ كََادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لاََ أَنْ رَبَطْنََا عَلى‌ََ قَلْبِهََا و هذا الوجه اختاره أبو مسلم و هو قريب من الأول و (ثالثها) أن معنى قوله «هَمَّ بِهََا» اشتهاها و مال طبعه إلى ما دعته إليه و قد يجوز أن تسمى الشهوة هما على سبيل التوسع و المجاز و لا قبح في الشهوة لأنها من فعل الله‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 343
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست