responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 258

(1) - تقديره فإن تتولوا فحذف إحدى التاءين لدلالة الكلام عليه و قوله «بُعْداً لِعََادٍ » منصوب على المصدر أي أبعدهم الله بعدا فوقع بعدا موقع إبعاد كما وقع نبات موقع إنبات في قوله‌ «وَ اَللََّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ اَلْأَرْضِ نَبََاتاً» .

ـ

المعنى‌

ثم عطف سبحانه قصة هود على قصة نوح فقال «وَ إِلى‌ََ عََادٍ أَخََاهُمْ هُوداً » أراد أخاهم في النسب دون الدين «قََالَ يََا قَوْمِ اُعْبُدُوا اَللََّهَ» وحده و أطيعوه دون الأصنام «مََا لَكُمْ مِنْ إِلََهٍ غَيْرُهُ» دخول من يفيد التعميم نفى أن يكون لهم معبود يستحق العبادة غير الله عز اسمه «إِنْ أَنْتُمْ إِلاََّ مُفْتَرُونَ» أي ما أنتم إلا كاذبون في قولكم إن الأصنام آلهة} «يََا قَوْمِ لاََ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً» أي لست أطلب منكم على دعائي لكم إلى عبادة الله جزاء «إِنْ أَجْرِيَ إِلاََّ عَلَى اَلَّذِي فَطَرَنِي» أي ليس جزائي إلا على الله الذي خلقني «أَ فَلاََ تَعْقِلُونَ» عنى ما أقول لكم فتعلمون أن الأمر على ما أقوله‌} «وَ يََا قَوْمِ اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ» قد بينا وجه تقديم الاستغفار على التوبة في أول هذه السورة «يُرْسِلِ اَلسَّمََاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرََاراً» أي يرسل المطر عليكم متتابعا متواترا دارا و قيل أنهم كانوا قد أجدبوا فوعدهم هود أنهم إن تابوا أخصبت بلادهم و أمرعت وهادهم و أثمرت أشجارهم و زكت ثمارهم بنزول الغيث الذي يعيشون به و هذا مثل قوله‌ وَ مَنْ يَتَّقِ اَللََّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ` وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاََ يَحْتَسِبُ «وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى‌ََ قُوَّتِكُمْ» فسرت القوة هنا بالمال و الولد و الشدة و كل ذلك مما يتقوى به الإنسان قال علي بن عيسى يريد عزا إلى عزتكم بكثرة عددكم و أموالكم و قيل قوة في إيمانكم إلى قوة أبدانكم «وَ لاََ تَتَوَلَّوْا» عما أدعوكم إليه «مُجْرِمِينَ» أي مشركين كافرين‌} «قََالُوا يََا هُودُ مََا جِئْتَنََا بِبَيِّنَةٍ» أي بحجة و معجزة تبين صدقك «وَ مََا نَحْنُ بِتََارِكِي آلِهَتِنََا عَنْ قَوْلِكَ» أي لسنا بتاركي عبادة الأصنام لأجل قولك و قيل إن عن جعلت مكان الباء فمعناه بقولك «وَ مََا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ» أي مصدقين و إنما حملهم على دفع البينة مع ظهورها أشياء منها تقليد الآباء و الرؤساء و منها إتمامهم لمن جاء بها حيث لم ينظروا فيها و منها أنه دخلت عليهم الشبهة في صحتها و منها اعتقادهم لأصول فاسدة دعتهم إلى جحدها و إنما حملهم على عبادة الأوثان أشياء منها اعتقادهم إن عبادتها تقربهم إلى الله زلفى و منها أن الشيطان ربما ألقى إليهم أن عبادتها تحظيهم في الدنيا و منها أنهم ربما اعتقدوا مذهب المشبهة فاتخذوا الأوثان على صورته عندهم فعبدوها} «إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اِعْتَرََاكَ بَعْضُ آلِهَتِنََا بِسُوءٍ» هذا تمام الحكاية عن قوم هود جوابا لهود و المعنى لسنا نقول‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست