اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 249
(1) - طافت الأرض كلها لا تستقر في موضع حتى أتت الحرم فطافت بموضع الكعبة أسبوعا و كان الله سبحانه رفع البيت إلى السماء ثم سارت بهم حتى انتهت إلى الجودي و هو جبل بأرض الموصل فاستقرت عليه اليوم العاشر من المحرم و روى أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) أن نوحا ركب السفينة في أول يوم من رجب فصام و أمر من معه أن يصوموا ذلك اليوم و قال من صام ذلك اليوم تباعدت عنه النار مسيرة سنة«وَ نََادىََ نُوحٌ اِبْنَهُ» كنعان و قيل أن اسمه يأم «وَ كََانَ فِي مَعْزِلٍ» أي في قطعة من الأرض غير القطعة التي كان نوح فيها حين ناداه و قيل معناه كان في ناحية من دين أبيه أي قد اعتزل دينه و كان نوح يظن أنه مسلم فلذلك دعاه و قيل كان في معزل من السفينة «يََا بُنَيَّ اِرْكَبْ مَعَنََا وَ لاََ تَكُنْ مَعَ اَلْكََافِرِينَ» دعا ابنه إلى أن يركب معه في السفينة ليسلم من الغرق قال الحسن كان ينافق أباه فلذلك دعاه و قال أبو مسلم دعاه بشرط الإيمان و معناه يا بني آمن بالله ثم اركب معنا و لا تكن على دين الكافرين و على القول الأول يكون معناه لا تتخلف مع الكافرين فتغرق معهم فأجابه ابنه} «قََالَ سَآوِي إِلىََ جَبَلٍ» أي سأرجع إلى مأوى من جبل «يَعْصِمُنِي مِنَ اَلْمََاءِ» أي يمنعني من آفات الماء «قََالَ» نوح «لاََ عََاصِمَ اَلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اَللََّهِ إِلاََّ مَنْ رَحِمَ» أي لا مانع و لا دافع اليوم من عذاب الله إلا من رحمه الله بإيمانه فآمن بالله يرحمك الله «وَ حََالَ بَيْنَهُمَا اَلْمَوْجُ فَكََانَ» أي فصار «مِنَ اَلْمُغْرَقِينَ» .
ـ
اللغة
البلع إجراء الشيء في الحلق إلى الجوف و الإقلاع إذهاب الشيء من أصله حتى لا يرى له أثر يقال أقلعت السماء إذا ذهب مطرها حتى لا يبقى شيء منه و أقلع عن الأمر إذا تركه رأسا .
المعنى
ثم بين سبحانه الحال بعد انتهاء الطوفان فقال «وَ قِيلَ يََا أَرْضُ اِبْلَعِي مََاءَكِ» أي قال الله سبحانه للأرض انشفي ماءك الذي نبعت به العيون و اشربي ماءك حتى لا يبقى على وجهك شيء منه و هذا إخبار عن ذهاب الماء عن وجه الأرض بأوجز مدة فجرى مجرى أن قيل لها ابلعي فبلعت «وَ يََا سَمََاءُ أَقْلِعِي» أي و قال تعالى للسماء يا سماء أمسكي
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 249