responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 224

(1) -

المعنى‌

«مَنْ كََانَ يُرِيدُ اَلْحَيََاةَ اَلدُّنْيََا وَ زِينَتَهََا» أي زهرتها و حسن بهجتها و لا يريد الآخرة «نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمََالَهُمْ فِيهََا» أي نوفر عليهم جزاء أعمالهم في الدنيا تاما «وَ هُمْ فِيهََا لاََ يُبْخَسُونَ» أي لا ينقصون شيئا منه و اختلف في معناه فقيل إن المراد به المشركون الذين لا يصدقون بالبعث يعملون أعمال البر كصلة الرحم و إعطاء السائل و الكف عن الظلم و إغاثة المظلوم و الأعمال التي يحسنها العقل كبناء القناطير و نحوه فإن الله يعجل لهم جزاء أعمالهم في الدنيا بتوسيع الرزق و صحة البدن و الإمتاع بما خولهم و صرف المكاره عنهم عن الضحاك و قتادة و ابن عباس و يقال إن من مات منهم على كفره قبل استيفاء العوض وضع الله عنه في الآخرة من العذاب بقدره فأما ثواب الآخرة فلا حظ لهم فيه و قيل المراد به المنافقون الذين كانوا يغزون مع النبي ص للغنيمة دون نصرة الدين و ثواب الآخرة جازاهم الله تعالى على ذلك بأن جعل لهم نصيبا في الغنيمة عن الجبائي و قيل إن المراد به أهل الرياء فإن من عمل عملا من أعمال الخير يريد به الرياء لم يكن لعمله ثواب في الآخرة و مثله قوله تعالى‌ «وَ مَنْ كََانَ يُرِيدُ حَرْثَ اَلدُّنْيََا نُؤْتِهِ مِنْهََا وَ مََا لَهُ فِي اَلْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ» و في الحديث أن النبي ص قال بشروا أمتي بالنساء و التمكين في الأرض و من عمل منهم عملا للدنيا لم يكن له نصيب في الآخرة «أُولََئِكَ اَلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ إِلاَّ اَلنََّارُ» ظاهر المراد «وَ حَبِطَ مََا صَنَعُوا فِيهََا» فلا يستحقون عليه ثوابا لأنهم أوقعوه على خلاف الوجه المأمور بإيقاعه عليه «وَ بََاطِلٌ مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» أي بطل أعمالهم التي عملوها لغير الله تعالى و هذا يحقق ما ذهبنا إليه من أن الإحباط عبارة عن إبطال نفس العمل بأن يقع علي غير الوجه الذي يستحق به الثواب‌ و ذكر الحسن في تفسيره أن رجلا من أصحاب النبي ص خرج من عند أهله فإذا جارية عليها ثياب و هيئة فجلس عندها فقامت فأهوى بيده إلى عارضها فمضت فأتبعها بصره و مضى خلفها فلقيه حائط فخمش وجهه فعلم أنه أصيب بذنبه فأتى رسول الله ص فذكر له ذلك فقال أنت رجل عجل الله عقوبة ذنبك في الدنيا أن الله تعالى إذا أراد بعبد شرا أمسك عنه عقوبة ذنبه حتى يوافي به يوم القيامة و إذا أراد به خيرا عجل له عقوبة ذنبه في الدنيا.

النظم‌

وجه اتصال الآية بما قبلها أنه سبحانه لما قال «فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» فكان قائلا إن أظهرنا الإسلام لسلامة المال و النفس يكون ما ذا فقال من أراد الدنيا دون الآخرة سواء أرادها بإظهار الإسلام أو أرادها بسائر المساعي فسبيله هذا.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست