اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 220
(1) -
لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها # و أمكنني منها إذا لا أقيلها
أي و الله لا أقيلها و لو كانت جواب أن لكان لا أقلها الذين صبروا في موضع نصب على الاستثناء من الإنسان لأنه اسم الجنس فهو كقوله «إِنَّ اَلْإِنْسََانَ لَفِي خُسْرٍ ` إِلاَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا» و قال الزجاج و الأخفش أنه استثناء ليس من الأول و المعنى لكن الذين صبروا و الأول قول الفراء .
المعنى
ثم بين سبحانه حال الإنسان فيما قابل به نعمة من الكفر فقال «وَ لَئِنْ أَذَقْنَا اَلْإِنْسََانَ مِنََّا رَحْمَةً» أي أحللنا به نعمة من الصحة و الكفاية و السعة من المال و الولد و غير ذلك من نعم الدنيا «ثُمَّ نَزَعْنََاهََا مِنْهُ» أي سبلنا تلك النعمة عنه إذا رأينا المصلحة فيه «إِنَّهُ لَيَؤُسٌ» أي قنوط و هو الذي سنته و عادته اليأس «كَفُورٌ» و هو الذي عادته كفران النعمة و معنى الآية مصروف إلى الكفار الذين هذه صفتهم لجهلهم بالصانع الحكيم الذي لا يعطي و لا يمنع إلا لما تقتضيه الحكمة من وجوه المصالح} «وَ لَئِنْ أَذَقْنََاهُ» أي أحللنا به و أعطيناه «نَعْمََاءَ بَعْدَ ضَرََّاءَ مَسَّتْهُ» أي بعد بلاء أصابته «لَيَقُولَنَّ» عند نزول النعماء به «ذَهَبَ اَلسَّيِّئََاتُ عَنِّي» أي ذهبت الخصال التي تسوء صاحبها من جهة نفور طبعه عنه و هو هاهنا بمعنى الشدائد و الآلام و الأمراض عني فلا تعود إلي و لا يؤدي شكر الله عليها «إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ» يفرح به و يفخر به على الناس فلا يصبر في المحنة و لا يشكر عند النعمة} «إِلاَّ اَلَّذِينَ صَبَرُوا» معناه إلا الذين قابلوا الشدة بالصبر و النعمة بالشكر «وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ» أي واظبوا على الأعمال الصالحة «أُولََئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ» و هو الجنة.
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 220