responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 204

(1) - كان أخبر عنهم على سبيل الإخبار عن النكرة عن الجبائي و هذا الذي ذكره إنما كان يصح لو كان «إِلاََّ قَوْمَ يُونُسَ » مرفوعا فكان يكون صفة لقرية أو بدلا منه على معنى هلا كان قوم قرية آمنوا إلا قوم يونس و لم يقرأ أحد من القراء بالرفع «وَ مَتَّعْنََاهُمْ إِلى‌ََ حِينٍ» و هو وقت انقضاء آجالهم.

[القصة]

و كان من قصة يونس على ما ذكره سعيد بن جبير و السدي و وهب و غيرهم أن قوم يونس كانوا بنينوى من أرض الموصل و كان يدعوهم إلى الإسلام فأبوا فأخبرهم أن العذاب مصبحهم إلى ثلاث إن لم يتوبوا فقالوا إنا لم نجرب عليه كذبا فانظروا فإن بات فيكم تلك الليلة فليس بشي‌ء و إن لم يبت فاعلموا أن العذاب مصبحكم فلما كان في جوف الليل خرج يونس من بين أظهرهم فلما أصبحوا يغشاهم العذاب قال وهب أغامت السماء غيما أسود هائلا يدخن دخانا شديدا فهبط حتى غشي مدينتهم و اسودت سطوحهم و قال ابن عباس كان العذاب فوق رءوسهم قدر ثلثي ميل فلما رأوا ذلك أيقنوا بالهلاك فطلبوا نبيهم فلم يجدوه فخرجوا إلى الصعيد بأنفسهم و نسائهم و صبيانهم و دوابهم و لبسوا المسوح و أظهروا الإيمان و التوبة و أخلصوا النية و فرقوا بين كل والدة و ولدها من الناس و الأنعام فحن بعضها إلى بعض و علت أصواتها و اختلطت أصواتها بأصواتهم و تضرعوا إلى الله عز و جل و قالوا آمنا بما جاء به يونس فرحمهم ربهم و استجاب دعاءهم و كشف عنهم العذاب بعد ما أظلهم قال عبد الله بن مسعود بلغ من توبة أهل نينوى أن يرادوا المظالم بينهم حتى كان الرجل ليأتي الحجر و قد وضع عليه أساس بنيانه فيقتلعه و يرده و روي عن أبي مخلد أنه قال لما غشي قوم يونس العذاب مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا له لقد نزل بنا العذاب فما ترى قال قولوا يا حي حين لا حي و يا حي محي الموتى و يا حي لا إله إلا أنت فقالوها فانكشف عنهم العذاب و روي عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل قال قال أبو عبد الله (ع) كان فيهم رجل اسمه مليخا عابد و آخر اسمه روبيل عالم و كان العابد يشير على يونس بالدعاء عليهم و كان العالم ينهاه و يقول له لا تدع عليهم فإن الله يستجيب لك و لا يحب هلاك عباده فقبل يونس قول العابد فدعا عليهم فأوحى الله تعالى إليه أنه يأتيهم العذاب في شهر كذا في يوم كذا فلما قرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد و بقي العالم فيهم فلما كان اليوم الذي نزل بهم العذاب قال لهم العالم‌ أفزعوا إلى الله فلعله يرحمكم و يرد العذاب عنكم فاخرجوا إلى المفازة و فرقوا بين النساء و الأولاد و بين سائر الحيوان و أولادها ثم ابكوا و ادعوا ففعلوا فصرف عنهم العذاب و كان قد نزل بهم و قرب منهم و مر يونس على‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست