اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 176
(1) - الآية دلالة على أنه لا يقدر على الحياة إلا الله تعالى لأنه تعالى تمدح بكونه قادرا على الإحياء و الإماتة.
النظم
وجه اتصال الآية الأولى بما قبلها أن قوله «وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ» عطف على و يستعجلونك المعنى أنهم يستعجلونك و يقولون متى تكون القيامة و العذاب أو يستخبرونك أ حق ما تقول من كونه و وجه اتصال قوله «أَلاََ إِنَّ لِلََّهِ مََا فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» بما قبله اتصال الإثبات بالنفي و تقديره ليس للظالم ما يفتدى به بل جميع الملك له تعالى و قيل أنه يتصل بما قبله بمعنى أن من يملك السموات و الأرض يقدر على إيقاع ما توعد به و وجه اتصال قوله «أَلاََ إِنَّ وَعْدَ اَللََّهِ حَقٌّ» بما قبله أنه إذا خلق السموات و الأرض لا للعبث بل لمنافع الخلق فلا يجوز عليه خلف الوعد و أيضا فإن من صفة الخالق أن يكون عالما لذاته غنيا غير محتاج و الخلف كذب قبيح و لا بد للفعل من داع و الداعي إلى القبيح إما الجهل بقبحه أو الحاجة إليه فإذا لا يجوز الخلف عليه إذ لا داعي له إليه.
القراءة
قرأ أبو جعفر و ابن عامر «فَلْيَفْرَحُوا» بالياء تجمعون بالتاء و قرأ يعقوب برواية رويس فلتفرحوا و تجمعون بالتاء فيهما جميعا و روي ذلك عن النبي ص و أبي بن كعب و الحسن و في رواية زيد عن يعقوب فلتفرحوا بالتاء «يَجْمَعُونَ» بالياء و روي ذلك عن ابن عباس و قتادة و جماعة و الباقون بالياء فيهما جميعا.
الحجة
قال أبو علي قوله «بِفَضْلِ اَللََّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ» الجار فيه يتعلق بمضمر استغني عن ذكره لدلالة ما تقدم عليه و هو قوله «قَدْ جََاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ» كما أن قوله «آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ» قيل يتعلق الظرف فيه بمضمر يدل عليه ما تقدم من الفعل و كذلك قوله «آلْآنَ وَ قَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ» فأما قوله «فَبِذََلِكَ فَلْيَفْرَحُوا» فإن الجار في قوله «فَبِذََلِكَ» يتعلق بفليفرحوا لأن هذا الفعل اتصل بالباء قال وَ فَرِحُوا بِهََا و قال و فرحت بما قد كان من سيديكما فأما الفاء في قوله «فَلْيَفْرَحُوا» فزيادة يدلك على ذلك أن المعنى فافرحوا بذلك و مثل هذه الآية
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 176