responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 163

(1) - فضرب جعلوا لله شريكا في ملكه يضاده و يناوئه و هم الثنوية و المجوس ثم اختلفوا فمنهم يثبت لله شريكا قديما كالمانوية و منهم من يثبت شريكا محدثا كالمجوس و ضرب آخر لا يجعل لله شريكا في حكمه و ملكه و لكن يجعل له شريكا في العبادة يكون متوسطا بينه و بين الصانع و هم أصحاب المتوسطات ثم اختلفوا فمنهم من جعل الوسائط من الأجسام العلوية كالنجوم و الشمس و القمر و منهم من جعل المتوسط من الأجسام السفلية كالأصنام و نحوها تعالى الله عما يقول الزائغون عن سبيله علوا كبيرا} «فَذََلِكُمُ اَللََّهُ» ذلك إشارة إلى اسم الله تعالى الذي وصفه في الآية الأولى بأنه الذي يرزق الخلق و يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي و الكاف و الميم للمخاطبين و هم جميع الخلق أخبر سبحانه أن الذي يفعل هذه الأشياء «رَبُّكُمُ اَلْحَقُّ» الذي خلقكم و معبودكم الذي له معنى الإلهية و يحق له العبادة دون غيره من الأصنام و الأوثان «فَمََا ذََا بَعْدَ اَلْحَقِّ إِلاَّ اَلضَّلاََلُ» استفهام يراد به التقرير على موضع الحجة إذا لا يجد المجيب محيدا عن الإقرار به إلا بذكر ما لا يلتفت إليه و المراد به ليس بعد الذهاب عن الحق إلا الوقوع في الضلال لأنه ليس بينهما واسطة فإذا ثبت أن عبادة ما سواه باطل و ضلال «فَأَنََّى تُصْرَفُونَ» أي فكيف تعدلون عن عبادته مع وضوح الدلالة على أنه لا معبود سواه‌} «كَذََلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى اَلَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لاََ يُؤْمِنُونَ» معناه أن الوعيد من الله تعالى للكفار بالنار في الصحة كالقول بأنه ليس بعد الحق إلا الضلال و قيل إن معناه مثل انصرافهم عن الإيمان وجبت العقوبة لهم أي جازاهم ربهم بمثل ما فعلوا من الانصراف و هذا في قوم علم الله تعالى أنهم لا يؤمنون و معناه سبق علم ربك في هؤلاء أنهم لا يؤمنون و قيل معنى قوله «أَنَّهُمْ لاََ يُؤْمِنُونَ» أو لأنهم لا يؤمنون أي وجبت العقوبة عليهم لذلك.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست