responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 143

(1) -

الإعراب‌

قوله «لِجَنْبِهِ» في موضع نصب على الحال تقديره دعانا منبطحا لجنبه أو دعانا قائما و يجوز أن يكون تقديره إذا مس الإنسان الضر لجنبه أو مسه قاعدا أو مسه قائما دعانا و موضع الكاف من كذلك نصب على مفعول ما لم يسم فاعله أي زين للمسرفين عملهم مثل ذلك.

المعنى‌

ثم عاد الكلام إلى ذكر المائلين إلى الدنيا المطمئنين إليها الغافلين عن الآخرة فقال «وَ لَوْ يُعَجِّلُ اَللََّهُ لِلنََّاسِ اَلشَّرَّ» أي إجابة دعوتهم في الشر إذا دعوا به على أنفسهم و أهاليهم عند الغيظ و الضجر و استعجلوه مثل قول الإنسان رفعني الله من بينكم و قوله لولده اللهم ألعنه و لا تبارك فيه «اِسْتِعْجََالَهُمْ بِالْخَيْرِ» أي كما يعجل لهم إجابة الدعوة بالخير إذا استعجلوها «لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ» أي لفرغ من إهلاكهم و لكن الله تعالى لا يعجل لهم الهلاك بل يمهلهم حتى يتوبوا و قيل معناه و لو يعجل الله للناس العقاب الذي استحقوه بالمعاصي كما يستعجلونهم خير الدنيا و ربما أجيبوا إلى ما سألوه إذا اقتضت المصلحة ذلك لفنوا لأن بنية الإنسان في الدنيا لا تحتمل عقاب الآخرة بل لا تحتمل ما دونه و الله سبحانه يوصله إليهم في وقته و سمي العقاب شرا من جهة المشقة و الأذى الذي فيه و فائدته أنه لو تعجلت العقاب لزال التكليف و لا يزول التكليف إلا بالموت و إذا عوجلوا بالموت لم يبق أحد «فَنَذَرُ اَلَّذِينَ لاََ يَرْجُونَ لِقََاءَنََا فِي طُغْيََانِهِمْ يَعْمَهُونَ» أي فندع الذين لا يخافون البعث و الحساب يتحيرون في كفرهم و عدولهم عن الحق إلى الباطل و تمردهم في الظلم. و العمة شدة الحيرة ثم أخبر سبحانه عن قلة صبر الإنسان على الضرر و الشدائد فقال‌} «وَ إِذََا مَسَّ اَلْإِنْسََانَ اَلضُّرُّ» أي المشقة و البلاء و المحنة من محن الدنيا «دَعََانََا لِجَنْبِهِ» أي دعانا لكشفه مضطجعا «أَوْ قََاعِداً أَوْ قََائِماً» أي على أي حال كان عليها و اجتهد في الدعاء و سؤال العافية و ليس غرضه بذلك نيل ثواب الآخرة و إنما غرضه زوال ما هو من الألم و الشدة و قيل إن تقديره و إذا مس الإنسان الضر مضطجعا أو قاعدا أو قائما دعانا لكشفه و فيه تقديم و تأخير «فَلَمََّا كَشَفْنََا عَنْهُ ضُرَّهُ» أي فلما أزلنا عنه ذلك الضرر و وهبنا له العافية «مَرَّ» أي استمر على طريقته الأولى معرضا عن شكرنا «كَأَنْ لَمْ يَدْعُنََا إِلى‌ََ ضُرٍّ مَسَّهُ» أي كأن لم يدعنا قط لكشف ضره و لم يسألنا إزالة الألم عنه «كَذََلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» أي كما زين لهم الشيطان و أقرانهم الغواة ترك الدعاء عند الرخاء زينوا للمسرفين أي للمشركين عملهم عن الحسن و يحتمل أن يكون زين المسرفون بعضهم لبعض و إن لم يضف التزيين إليهم فهو كقولهم فلان معجب بنفسه و قد حث الله سبحانه بهذه الآية الذين منحوا الرخاء بعد الشدة و العافية بعد البلية على أن يتذكروا حسن صنع الله إليهم و جزيل نعمته عليهم و يشكروه على ذلك‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست