responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 138

(1) - و ضوءا مثل عاذ يعوذ عياذا و عوذا و قام يقوم قياما و على أي الوجهين كان فالمضاف محذوف و تقديره جعل الشمس ذات ضياء و القمر ذا نور و يكون جعل النور و الضياء لكثرة ذلك فيهما و الاختلاف ذهاب كل واحد من الشيئين في غير جهة الآخر فاختلاف الليل و النهار ذهاب أحدهما في جهة الضياء و الآخر في جهة الظلام و الليل عبارة عن وقت غروب الشمس إلي طلوع الفجر الثاني و ليل و ليلة مثل تمر و تمرة و النهار عبارة عن اتساع الضياء من طلوع الفجر الثاني إلي غروب الشمس و النهار و اليوم بمعنى واحد إلا أن في النهار فائدة اتساع الضياء .

المعنى‌

ثم زاد سبحانه في الاحتجاج للتوحيد فقال «هُوَ اَلَّذِي جَعَلَ اَلشَّمْسَ ضِيََاءً» بالنهار «وَ اَلْقَمَرَ نُوراً» بالليل و الضياء أبلغ في كشف الظلمات من النور و فيه صفة زائدة على النور «وَ قَدَّرَهُ مَنََازِلَ» أي و قدر القمر منازل معلومة «لِتَعْلَمُوا» به و بمنازله «عَدَدَ اَلسِّنِينَ وَ اَلْحِسََابَ» و أول الشهر و آخره و انقضاء كل سنة و كميتها و جعل الشمس و القمر آيتين من آيات الله تعالى و فيهما أعظم الدلالات على وحدانيته تعالى من وجوه كثيرة منها خلقها و خلق الضياء و النور فيهما و دورانهما و قربهما و بعدهما و مشارقهما و مغاربهما و كسوفهما و في بث الشمس الشعاع في العالم و تأثيرها في الحر و البرد و إخراج النبات و طبخ الثمار و في تمام القمر وسط الشهر و نقصانه في الطرفين ليتميز أول الشهر و آخره من الوسط كل واحد من ذلك نعمة عظيمة من الله سبحانه على خلقه و لذلك قال «مََا خَلَقَ اَللََّهُ ذََلِكَ إِلاََّ بِالْحَقِّ» لأن في ذلك منافع للخلق في دينهم و دنياهم و دلائل على وحدانية الله و قدرته و كونه عالما لم يزل و لا يزال «يُفَصِّلُ اَلْآيََاتِ» أي يشرحها و يبينها آية آية «لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ» فيعطون كل آية حظها من التأمل و التدبر و قيل إن المعنى في قوله «وَ قَدَّرَهُ مَنََازِلَ» التثنية أي قدر الشمس و القمر منازل غير أنه وحده للإيجاز اكتفاء بالمعلوم كما مر ذكر أمثاله فيما تقدم و كما في قول الشاعر:

رماني بأمر كنت منه و والدي # بريئا و من جول الطوي رماني‌

فإن الشمس تقطع المنازل في كل سنة و القمر يقطعها في كل شهر فإنما يتم الحساب و تعلم الشهور و السنون و الشتاء و الصيف بمقاديرهما و مجاريهما في تداويرهما} «إِنَّ فِي اِخْتِلاََفِ اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهََارِ وَ مََا خَلَقَ اَللََّهُ فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» أي فعله فيهما على ما يقتضيه الحكمة في السماوات من الأفلاك و الكواكب السيارة و غير السيارة و في الأرض من الحيوان و النبات و الجماد و أنواع الأرزاق و النعم «لَآيََاتٍ» أي حججا و دلالات على وحدانية الله‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست