responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 117

(1) -

النزول‌

قيل مات قوم من المسلمين على الإسلام قبل أن تنزل الفرائض فقال المسلمون يا رسول الله إخواننا الذين ماتوا قبل الفرائض ما منزلتهم فنزل «وَ مََا كََانَ اَللََّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً» الآية عن الحسن .

المعنى‌

«وَ مََا كََانَ اَللََّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدََاهُمْ» أي و ما كان الله ليحكم بضلالة قوم بعد ما حكم بهدايتهم «حَتََّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مََا يَتَّقُونَ» من الأمر بالطاعة و النهي عن المعصية فلا يتقون فعند ذلك يحكم بضلالتهم و قيل و ما كان الله ليعذب قوما فيضلهم عن الثواب و الكرامة و طريق الجنة بعد إذ هداهم و دعاهم إلى الإيمان حتى يبين لهم ما يستحقون به الثواب و العقاب من الطاعة و المعصية و قيل لما نسخ بعض الشرائع و قد غاب أناس و هم يعملون بالأمر الأول إذ لم يعلموا بالأمر الثاني مثل تحويل القبلة و غير ذلك و قد مات الأولون على الحكم الأول سئل النبي ص عن ذلك فأنزل الله الآية و بين أنه لا يعذب هؤلاء على التوجه إلى القبلة الأولى حتى يسمعوا بالنسخ و لا يعملوا بالناسخ فحينئذ يعذبهم عن الكلبي «إِنَّ اَللََّهَ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عَلِيمٌ» يعلم جميع المعلومات حتى لا يشذ شي‌ء منها عنه لكونه عالما لنفسه‌} «إِنَّ اَللََّهَ لَهُ مُلْكُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» الملك اتساع المقدور لمن له السياسة و التدبير «يُحْيِي وَ يُمِيتُ» أي يحيي الجماد و يميت الحيوان «وَ مََا لَكُمْ مِنْ دُونِ اَللََّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لاََ نَصِيرٍ» أي ليس لكم سواه حافظ يحفظكم و ولي يتولى أمركم و لا ناصر ينصركم و يدفع العذاب عنكم.

النظم‌

وجه اتصال الآية الأولى بما قبلها إن الله سبحانه لما حرم على المؤمنين أن يستغفروا للمشركين بين سبحانه أنه لا يأخذهم بذلك إلا بعد أن يدلهم على تحريمه عن مجاهد و وجه اتصال الآية الثانية بما قبلها الحض على ما تقدم ذكره من جهاد المشركين ملوكهم و غير ملوكهم لأنهم عبيد من له ملك السماوات و الأرض يأمرهم بما يشاء و يدبرهم على ما يشاء عن علي بن عيسى .

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست