responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 103

(1) - أمرا بأن يأخذ من المالكين للنصاب الزكاة من الورق إذا بلغ مائتي درهم و من الذهب إذا بلغ عشرين مثقالا و من الإبل إذا بلغت خمسا و من البقر إذا بلغت ثلاثين و من الغنم إذا بلغت أربعين و من الغلات و الثمار إذا بلغت خمسة أو ستة «تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِهََا» معناه تطهرهم تلك الصدقة عن دنس الذنوب‌ و تزكيهم أنت بها أي تنسبهم إلى الزكاة و تدعو لهم بما يصيرون به أزكياء و قيل معناه تطهرهم أنت و تزكيهم أنت بها فيكون كلا الفعلين مضافا إلى النبي ص «وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ» هذا أمر من الله تعالى للنبي ص أن يدعو لمن يأخذ منه الصدقة و معناه ادع لهم بقبول صدقاتهم كما يقول الداعي آجرك الله فيما أعطيت و بارك لك فيما أبقيت و روي عن النبي ص أنه كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال اللهم صل عليهم و قال عبد الله بن أبي أوفى و كان من أصحاب الشجرة فأتاه ابن أبي أوفى بصدقة فقال اللهم صل على آل أبي أوفى أورده البخاري و مسلم في الصحيح «إِنَّ صَلاََتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ» أي أن دعواتك مما تسكن نفوسهم إليه و قيل رحمة لهم عن ابن عباس و قيل وقار و طمأنينة لهم أن الله قد قبل منهم عن قتادة و الكلبي و قيل تثبيت لهم عن أبي عبيدة «وَ اَللََّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» يسمع دعاءك لهم و يعلم ما يكون منهم في الصدقات‌} «أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اَللََّهَ هُوَ يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبََادِهِ» استفهام يراد به التنبيه على ما يجب أن يعلم فالمخاطب إذا رجع إلى نفسه و فكر فيما نبه عليه علم وجوبه و إنما وجب أن يعلم أن الله يقبل التوبة لأنه إذا علم ذلك كان ذلك داعيا إلى فعل التوبة و التمسك بها و المسارعة إليها و ما هذه صورته يجب العلم به ليحصل به الفوز بالثواب و الخلاص من العقاب‌ و السبب فيه‌ أنهم لما سألوا النبي ص أن يأخذ من أموالهم ما يكون كفارة لذنوبهم امتنع من ذلك انتظارا لإذن من الله سبحانه فيه‌ فبين الله أنه ليس قبول التوبة إلى النبي ص و إن ذلك إلى الله عز اسمه فإنه الذي يقبلها «وَ يَأْخُذُ اَلصَّدَقََاتِ» أي يتقبلها و يضمن الجزاء عليها قال الجبائي جعل الله أخذ النبي و المؤمنين للصدقات أخذا من الله على وجه التشبيه و المجاز من حيث كان بأمره و قد ورد الخبر عن النبي ص أنه قال أن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تصل إلى يد السائل‌ و المراد بذلك أنها تنزل هذا التنزيل ترغيبا للعباد في فعلها و ذاك يرجع إلى تضمن الجزاء عليها «وَ أَنَّ اَللََّهَ هُوَ اَلتَّوََّابُ اَلرَّحِيمُ» عطف على ما قبله و لذلك فتح أن و قد مر تفسيره‌} «وَ قُلِ اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اَللََّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ اَلْمُؤْمِنُونَ» هذا أمر من الله سبحانه لنبيه أن يقول للمكلفين اعملوا ما أمركم الله به عمل من يعلم أنه مجازا على فعله فإن الله سيرى عملكم و إنما أدخل سين الاستقبال لأن ما لم يحدث لا يتعلق به‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست