responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 4  صفحة : 735

(1) -

اللغة

الرشد سلوك طريق الحق يقال رشد يرشد رشادا و رشد يرشد رشدا و رشدا و ضده الغي غوي يغوى غيا و غواية و الحبوط سقوط العمل حتى يصير بمنزلة ما لم يعمل و أصله الفساد من الحبط و هو داء يأخذ البعير في بطنه من فساد الكلأ عليه و يقال حبطت الإبل تحبط حبطا إذا أصابها ذلك و إذا عمل الإنسان عملا على خلاف الوجه الذي أمر به يقال أحبطه .

ـ

المعنى‌

«سَأَصْرِفُ عَنْ آيََاتِيَ اَلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي اَلْأَرْضِ» ذكر في معناه وجوه (أحدها) أنه أراد سأصرف عن نيل الكرامة المتعلقة بآياتي و الاعتزاز بها كما يناله المؤمنون في الدنيا و الآخرة المستكبرين في الأرض بغير الحق كما فعل بقوم موسى و فرعون فإن موسى كان يقتل من القبط و كان أحد منهم لا يجسر أن يناله بمكروه خوفا من الثعبان و عبر ببني إسرائيل البحر و غرق فيه فرعون و قومه عن أبي علي الجبائي و الآيات على هذا التأويل يحتمل أن تكون سائر الأدلةو يحتمل أن تكون معجزات الأنبياء و في قوله «ذََلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيََاتِنََا» بيان أن صرفهم عن الآيات مستحق بتكذيبهم (و ثانيها) أن معناه سأصرفهم عن زيادة المعجزات التي أظهرها على الأنبياء (ع) بعد قيام الحجة بما تقدم من المعجزات التي ثبتت بها النبوة لأن هذا الضرب من المعجزات إنما يظهر إذا كان في المعلوم أنه يؤمن عنده من لا يؤمن بما تقدم من المعجزات فيكون الصرف بأن لا يظهرها جملة أو بأن يصرفهم عن مشاهدتها و يظهرها بحيث ينتفع بها غيرهم و هذا الوجه اختاره القاضي لأن ما بعده يليق به من قوله «وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ اَلرُّشْدِ» إلى آخر الآية (و ثالثها) أن معناه سأمنع الكذابين و المتكبرين آياتي و معجزاتي و أصرفهم عنها و أخص بها الأنبياء فلا أظهرها إلا عليهم و إذا صرفهم عنها فقد صرفها عنهم و كلا اللفظين يفيد معنى واحدا فليس لأحد أن يقول هلا قال سأصرف آياتي عن الذين يتكبرون و هذا يبطل قول من قال أن الله تعالى جعل النيل في أمر فرعون فكان يجري بأمره و يقف و ما شاكل ذلك (و رابعها) أن يكون الصرف معناه المنع من إبطال الآيات و الحجج و القدح فيها بما يخرجها عن كونها أدلة و حججا و يكون تقدير الآية إني أصرف المبطلين و المكذبين عن القدح في دلالاتي بما أؤيدها و أحكمها من الحجج و البينات و يجري ذلك مجرى قول أحدنا إن فلانا منع أعدائه بأفعاله الحميدة و أخلاقه الكريمة من ذمه و تهجينه و أخرس ألسنتهم عن الطعن فيه و إنما يريد المعنى الذي ذكرناه و يكون على هذا قوله «ذََلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيََاتِنََا» راجعا إلى ما قبله بلا فصل من قوله «وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ اَلرُّشْدِ لاََ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً» و لا يرجع إلى قوله «سَأَصْرِفُ» (و خامسها) أن‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 4  صفحة : 735
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست