responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 4  صفحة : 733

(1) -

القراءة

قرأ أهل الحجاز و روح برسالتي على التوحيد و الباقون «بِرِسََالاََتِي» على الجمع و قد مضى الكلام فيه.

اللغة

اللوح صحيفة مهياة للكتابة فيها و أصله من اللوح و هو اللمع يقال لاح يلوح إذا لمع و تلألأ و التلويح التضمير و لوحه السفر غيره تغييرا تبين عليه أثره لأن حاله يلوح بما نزل به و اللوح الهواء لأنه كاللامع في هبوبه فاللوح تلوح المعاني بالكتابة فيه و الموعظة التحذير بما يزجر عن القبيح و يبصر مواقع المخوف .

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عن عظيم نعمته على موسى بالاصطفاء و إجلال القدر و أمره إياه بالشكر بقوله «قََالَ» أي قال الله سبحانه «يََا مُوسى‌ََ إِنِّي اِصْطَفَيْتُكَ» أي اخترتك و اتخذتك صفوة و فضلتك «عَلَى اَلنََّاسِ بِرِسََالاََتِي» من غير كلام «وَ بِكَلاََمِي» من غير رسالة و خص الناس لأنه كلم الملائكة و لم يكلم أحدا من الناس بلا واسطة سوى موسى (ع) و قيل أنه سبحانه كلم موسى على الطور و كلم نبينا محمدا ص عند سدرة المنتهى «فَخُذْ مََا آتَيْتُكَ» أي تناول ما أعطيتك من التوراة و تمسك بما أمرتك «وَ كُنْ مِنَ اَلشََّاكِرِينَ» أي من المعترفين بنعمتي القائمين بشكرها على حسب مرتبتها فكلما كانت النعمة أعظم و أجل وجب أن تقابل من الشكر بما يكون أتم و أكمل الوجه و في تشريف موسى (ع) بالاختصاص بالكلام إن ذلك نعمة عظيمة و منة جسيمة منه تعالى عليه لأنه كلمه و علمه الحكمة من غير واسطة بينه و بينه و من أخذ العلم من العالم المعظم كان أجل رتبة ممن أخذه ممن هو دونه «وَ كَتَبْنََا لَهُ» يعني لموسى (ع) «فِي اَلْأَلْوََاحِ» يريد ألواح التوراة عن ابن عباس و قيل كانت من خشب نزلت من السماء عن الحسن و قيل كانت من زمرد و طولها عشرة أذرع عن ابن جريج و قيل كانت من زبرجدة خضراء و ياقوتة حمراء عن الكلبي و قيل إنهما كانا لوحين قال الزجاج و يجوز في اللغة أن يقال للوحين ألواح و يجوز أن يكون ألواح و يجوز أن يكون ألواحا جمع أكثر من اثنين «مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ» قال الزجاج أعلم الله سبحانه أنه أعطاه من كل شي‌ء يحتاج إليه من أمر الدين مع ما أراه من الآيات «مَوْعِظَةً» هذا تفسير لقوله «كُلِّ شَيْ‌ءٍ» و بيان لبعض ما دخل تحته «وَ تَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ» يحتاج إليه في الدين من الأوامر و النواهي و الحلال و الحرام و ذكر الجنة و النار و غير ذلك من العبر و الأخبار و تفصيلا أيضا تفسير لقوله «كُلِّ شَيْ‌ءٍ» «فَخُذْهََا بِقُوَّةٍ» أي بجد و اجتهاد و قيل بصحة عزيمة و قوة قلب «وَ أْمُرْ قَوْمَكَ‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 4  صفحة : 733
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست