responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 86

(1) - كانوا يقولونه على وجه التجبر كما يقول القائل لغيره أنصت لكلامنا و تفهم عنا و إنما يكون هو من المراعاة التي هي المراقبة «لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ» أي تحريكا منهم لألسنتهم بتحريف منهم لمعناه إلى المكروه‌ «وَ طَعْناً فِي اَلدِّينِ» أي وقيعة فيه «وَ لَوْ أَنَّهُمْ قََالُوا سَمِعْنََا» قولك «وَ أَطَعْنََا» أمرك و قبلنا ما جئتنا به «وَ اِسْمَعْ» منا «وَ اُنْظُرْنََا» أي انتظرنا نفهم عنك ما تقول لنا «لَكََانَ خَيْراً لَهُمْ» يعني أنفع لهم عاجلا و آجلا «وَ أَقْوَمَ» أي أعدل و أصوب في الكلام من الطعن و الكفر في الدين «وَ لََكِنْ لَعَنَهُمُ اَللََّهُ بِكُفْرِهِمْ» أي طردهم عن ثوابه و رحمته لسبب كفرهم ثم أخبر الله عنهم فقال «فَلاََ يُؤْمِنُونَ» في المستقبل «إِلاََّ قَلِيلاً» منهم فخرج مخبره على وفق خبره فلم يؤمن منهم إلا عبد الله بن سلام و أصحابه و هم نفر قليل و يقال معناه لا يؤمنون إلا إيمانا قليلا أي ضعيفا لا إخلاص فيه و لكنهم عصموا دماءهم و أموالهم به و يجوز أن يكون المعنى فلا يؤمنون إلا بقليل مما يجب الإيمان به.

ـ

اللغة

الطمس هو عفو الأثر و الطامس و الداثر و الدارس بمعنى و الأدبار جمع دبر و أصله من الدبر يقال دبره يدبره دبرا فهو دابر إذا صار خلفه و الدابر التابع و قوله‌ «وَ اَللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ» معناه تبع النهار و التدبير إحكام أدبار الأمور و هي عواقبها .

المعنى‌

ثم خاطب الله أهل الكتاب بالتخويف و التحذير فقال «يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتََابَ» أي أعطوا علم الكتاب «آمِنُوا» أي صدقوا «بِمََا نَزَّلْنََا» يعني بما نزلناه على محمد (ص) من القرآن و غيره من أحكام الدين «مُصَدِّقاً لِمََا مَعَكُمْ» من التوراة و الإنجيل اللذين تضمنتا صفة نبينا (ص) و صحة ما جاء به «مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهََا عَلى‌ََ أَدْبََارِهََا» و اختلف في معناه على أقوال (أحدها) أن معناه من قبل أن نمحو آثار وجوهكم حتى تصير كالأقفية و نجعل عيونها في أقفيتها فتمشي القهقرى عن ابن عباس و عطية العوفي (و ثانيها) إن المعنى أن نطمسها عن الهدى فنردها على أدبارها في ضلالتها ذما لها بأنها لا تفلح أبدا عن الحسن و مجاهد و الضحاك و السدي و رواه أبو الجارود عن أبي جعفر (ع)

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست