اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 71
(1) -
اللغة
الجار أصله من العدول يقال جاوره يجاوره مجاورة و جوار فهو مجاور له و جار له بعدوله إلى ناحيته في مسكنه من قولهم جار عن الطريق و جار السهم إذا عدل عن القصد و استجار بالله لأنه يسأله العدول به عن النار و الجار ذي القربى القريب و «اَلْجََارِ اَلْجُنُبِ» الغريب قال أبو علي الجنب صفة على فعل مثل ناقة أجد و مشي سجح فالجنب المتباعد عن أهله يدلك على ذلك مقابلته بقوله «وَ اَلْجََارِ ذِي اَلْقُرْبىََ» و القربى من القرب كاليسرى من اليسر و أصل المختال من التخيل و هو التصور لأنه يتخيل بحاله مرح البطر و المختال الصلف التياه و منه الخيل لأنها تختال في مشيها أي تتبختر و الخول الحشم و الفخور الذي يعد مناقبه كبرا أو تطاولا و أما الذي يعددها اعترافا بالنعمة فيها فهو شكور غير فخور .
الإعراب
إحسانا نصب على المصدر كما تقول ضربا لزيد و تقديره أحسنوا بالوالدين إحسانا أو يكون نصبا على تقدير استوصوا بالوالدين إحسانا فيكون مفعولا به.
المعنى
لما أمر سبحانه بمكارم الأخلاق في أمر اليتامى و الأزواج و العيال عطف على ذلك بهذه الخلال المشتملة على معاني الأمور و محاسن الأفعال فبدأ بالأمر بعبادته فقال «وَ اُعْبُدُوا اَللََّهَ وَ لاََ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً» أي وحدوه و عظموه و لا تشركوا في عبادته غيره فإن العبادة لا تجوز لغيرهلأنها لا تستحق إلا بفعل أصول النعم و لا يقدر عليها سواه تعالى «وَ بِالْوََالِدَيْنِ إِحْسََاناً» أي فاستوصوا بهما برا و إنعاما و إحسانا و إكراما و قيل إن فيه إضمار فعل أي و أوصاكم الله بالوالدين إحسانا «وَ بِذِي اَلْقُرْبىََ وَ اَلْيَتََامىََ وَ اَلْمَسََاكِينِ» معناه أحسنوا بالوالدين
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 71