responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 58

(1) - السدي - (و رابعها) -إنهم اليهود خاصة إذ قالوا إن الأخت من الأب حلال في التوراة و القول الأول أقرب «أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً» أي تعدلوا عن الاستقامة عدولا بينا بالاستكثار من المعصية و ذلك أن الاستقامة هي المؤدية إلى الثواب و الفوز من العقاب و الميل عنها يؤدي إلى الهلاك و استحقاق العذاب و إذا قيل لم كرر قوله تعالى «يَتُوبَ عَلَيْكُمْ» فجوابه أنه للتأكيد و أيضا فإن في الأول بيان أنه يريد الهداية و الإنابة و في الثاني بيان إن إرادته خلاف إرادة أصحاب الأهواء و أيضا أنه أتى في الثاني بأن ليزول الإبهام أنه يريد ليتوب‌و لا يريد أن يتوب و إنما قال تعالى «مَيْلاً عَظِيماً» لأن العاصي يأنس بالعاصي كما يأنس المطيع بالمطيع و يسكن الشكل إلى الشكل و يألف به و لأن العاصي يريد مشاركة الناس إياه في المعصية ليسلم عن ذمهم و توبيخهم و نظيره قوله تعالى‌ «وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمََا كَفَرُوا» و في المثل من أحرق كدسه تمنى إحراق كدس غيره و على هذا جبلت القلوب‌} «يُرِيدُ اَللََّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ» يعني في التكليف في أمر النساء و النكاح بإباحة نكاح الإماء عن مجاهد و طاووس و يجوز أن يريد التخفيف بقبول التوبة و التوفيق لها و يجوز أن يريد التخفيف في التكليف على العموم و ذلك أنه تعالى خفف عن هذه الأمة ما لم يخفف عن غيرها من الأمم الماضية «وَ خُلِقَ اَلْإِنْسََانُ ضَعِيفاً» في أمر النساء و قلة الصبر عنهن و قيل خلق الإنسان ضعيفا يستميله هواه و شهوته و يستشيطه خوفه و حزنه.

القراءة

قرأ أهل الكوفة تجارة نصبا و الباقون بالرفع.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست