اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 43
(1) -
اللغة
النكاح اسم يقع على العقد و منه وَ أَنْكِحُوا اَلْأَيََامىََ مِنْكُمْ و يقع على الوطء و منه اَلزََّانِي لاََ يَنْكِحُ إِلاََّ زََانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً أي لا يطأ بالحرام إلا من يطاوعه و منه ملعون من نكح يده و ملعون من نكح بهيمة قال الشاعر:
كبكر تشهى لذيذ النكاح # و تفزع من صولة الناكح
و أصله الجمع و منه أنكحنا الفرا فسنرى و المقت بغض من أمر قبيح يرتكبه صاحبه يقال مقت الرجل إلى الناس مقاتة و مقته الناس يمقته مقتا فهو مقيت و ممقوت و يقال أن ولد الرجل من امرأة أبيه كان يسمى المقتي و منهم أشعث بن قيس و أبو معيط جد الوليد بن عقبة .
الإعراب
«إِلاََّ مََا قَدْ سَلَفَ» استثناء منقطع لأنه لا يجوز استثناء الماضي من المستقبل و نظيره لا تبع من مالي إلا ما بعت و لا تأكل إلا ما أكلت و منه لاََ يَذُوقُونَ فِيهَا اَلْمَوْتَ إِلاَّ اَلْمَوْتَةَ اَلْأُولىََ المعنى لكن ما قد سلف فلا جناح عليكم فيه و قال المبرد جاز أن يكون كان زائدة في قوله «إِنَّهُ كََانَ فََاحِشَةً» فالمعنى أنه فاحشة و أنشد في ذلك قول الشاعر:
فكيف إذا حللت بدار قوم # و جيران لنا كانوا كرام
قال الزجاج هذا غلط منه لأنه لو كان زائدة لم يكن ينصب خبرها و الدليل عليه البيت الذي أنشده:
و جيران لنا كانوا كرام
و لم يقل كراما قال علي بن عيسى إنما دخلت «كََانَ» ليدل على أن ذلك قبل تلك الحال فاحشة أيضا كما دخلت في قوله وَ كََانَ اَللََّهُ غَفُوراً رَحِيماً و قوله «وَ سََاءَ سَبِيلاً» أي بئس طريقا ذلك الطريق فسبيلا منصوب على التمييز و فاعل ساء مضمر يفسره الظاهر و المخصوص بالذم محذوف.
النزول
قيل نزلت فيما كان يفعله أهل الجاهلية من نكاح امرأة الأب عن ابن عباس و قتادة و عكرمة و عطاء و قالوا تزوج صفوان بن أمية امرأة أبيه فاختة بنت الأسود بن المطلب
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 43