responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 417

(1) - إليه معرب و إنما يكتسب البناء من المضاف إليه إذا كان المضاف إليه مبنيا و المضاف مبهما كما يكون ذلك في هذا الضرب من الأسماء إذا أضيف إلى ما كان مبنيا نحو وَ مِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ و مِنْ عَذََابِ يَوْمِئِذٍ و صار في المضاف البناء للإضافة إلى المبني كما صار فيه الاستفهام للإضافة إلى المستفهم به نحو غلام من أنت و كما صار فيه الجزاء نحو غلام من تضرب اضرب و ليس المضارع في هذا كالماضي في نحو قوله:

على حين عاتبت المشيب على الصبا # فقلت أ لما أصح و الشيب وازع‌

لأن الماضي مبني و المضارع معرب و إذا كان معربا لم يكن شي‌ء يحدث من أجله البناء في المضاف و الإضافة إلى الفعل نفسه في الحقيقة لا إلى مصدره و لو كانت الإضافة إلى المصدر لم يبن المضاف لبناء المضاف إليه.

المعنى‌

لما بين عيسى بطلان ما عليه النصارى «قََالَ اَللََّهُ» تعالى «هََذََا يَوْمُ يَنْفَعُ اَلصََّادِقِينَ صِدْقُهُمْ» يعني ما صدقوا فيه في دار التكليف لأن يوم القيامة لا تكليف فيه على أحد و لا يخبر أحد فيه إلا بالصدق و لا ينفع الكفار صدقهم في يوم القيامة إذا أقروا على أنفسهم بسوء أعمالهم و قيل أن المراد بصدقهم تصديقهم لرسل الله تعالى و كتبه و قيل أنه الصدق في الآخرة و أنه ينفعهم لقيامهم فيه بحق الله فعلى هذا يكون المراد به صدقهم في الشهادة لأنبيائهم بالبلاغ‌ «لَهُمْ جَنََّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهََارُ خََالِدِينَ فِيهََا أَبَداً» أي دائمين فيها في نعيم مقيم لا يزول «رَضِيَ اَللََّهُ عَنْهُمْ» بما فعلوا «وَ رَضُوا عَنْهُ» بما أعطاهم من الجزاء و الثواب «ذََلِكَ اَلْفَوْزُ اَلْعَظِيمُ» هو ما يحصلون فيه من الثواب قال الحسن فازوا بالجنة و نجوا من النار ثم بين تعالى عظيم قدرته و اتساع مملكته فقال‌} «لِلََّهِ مُلْكُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ مََا فِيهِنَّ» نزه تعالى نفسه عما قالت النصارى أن معه إلها فقال «لِلََّهِ مُلْكُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» دون كل من سواه لقدرته عليه وحده و قيل أن هذا جواب لسؤال مضمر في الكلام كأنه قيل من يعطيهم ذلك الفوز العظيم فقيل الذي له ملك السماوات و الأرض و جمع السماوات و وحد الأرض تفخيما لشأن السماوات «وَ هُوَ عَلى‌ََ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ» فهو يقدر على المعدومات بأن يوجدها و على الموجودات بأن يعدمها و على كثير منها بأن يعيدها بعد الإفناء و على مقدورات غيره بأن يقدر عليها و يمنع منها و قيل معناه أنه قادر

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 417
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست