responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 415

(1) - يدعي إلهية لنفسه و يكفر بنعمتك فجمع بين التوحيد و العدل ثم تبرأ من قول النصارى فقال «مََا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مََا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ» أي لا يجوز لي أن أقول لنفسي ما لا يحق لي فأمر الناس بعبادتي و أنا عبد مثلهم و إنما تحق العبادة لك لقدرتك على أصول النعم ثم استشهد الله تعالى على براءته من ذلك القول فقال «إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ» يريد أني لم أقله لأني لو كنت قلته لما خفي عليك لأنك علام الغيوب «تَعْلَمُ مََا فِي نَفْسِي وَ لاََ أَعْلَمُ مََا فِي نَفْسِكَ» أي تعلم غيبي و سري و لا أعلم غيبك و سرك عن ابن عباس و إنما ذكر النفس لمزاوجة الكلام و العادة جارية بأن الإنسان يسر في نفسه فصار قوله «مََا فِي نَفْسِي» عبارة عن الإخفاء ثم قال «مََا فِي نَفْسِكَ» على جهة المقابلة و إلا فالله منزه عن أن يكون له نفس أو قلب تحل فيه المعاني و يقوي هذا التأويل قوله تعالى «إِنَّكَ أَنْتَ عَلاََّمُ اَلْغُيُوبِ» لأنه علل علمه بما في نفس عيسى بأنه علام الغيوب و عيسى ليس كذلك فلذلك لم يعلم ما يختص الله بعلمه ثم قال حكاية عن عيسى في جواب ما قرره تعالى عليه «مََا قُلْتُ لَهُمْ إِلاََّ مََا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اُعْبُدُوا اَللََّهَ رَبِّي وَ رَبَّكُمْ» أي لم أقل للناس إلا ما أمرتني به من الإقرار لك بالعبودية و إنك ربي و ربهم و إلهي و إلههم و أمرتهم أن يعبدوك وحدك و لا يشركوا معك غيرك في العبادة «وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً» أي شاهدا «مََا دُمْتُ» حيا «فِيهِمْ» بما شاهدته منهم و علمته و بما أبلغتهم من رسالتك التي حملتنيها و أمرتني بأدائها إليهم «فَلَمََّا تَوَفَّيْتَنِي» أي قبضتني إليك و أمتني عن الجبائي و قيل معناه وفاة الرفع إلى السماء عن الحسن «كُنْتَ أَنْتَ اَلرَّقِيبَ» أي الحفيظ «عَلَيْهِمْ» عن السدي و قتادة «وَ أَنْتَ عَلى‌ََ كُلِّ شَيْ‌ءٍ شَهِيدٌ» أي أنت عالم بجميع الأشياء لا تخفى عليك خافية و لا يغيب عنك شي‌ء قال الجبائي و في هذه الآية دلالة على أنه أمات عيسى و توفاه ثم رفعه إليه لأنه بين أنه كان شهيدا عليهم ما دام فيهم فلما توفاه الله كان هو الشهيد عليهم و هذا ضعيف لأن التوفي لا يستفاد من إطلاقه الموت أ لا ترى إلى قوله‌ «اَللََّهُ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهََا وَ اَلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنََامِهََا» فبين أنه تعالى يتوفى الأنفس التي لم تمت‌} «إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبََادُكَ» لا يقدرون على دفع شي‌ء من أنفسهم «وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ» في تسليم الأمر لمالكه و تفويض إلى مدبره و تبرؤ من أن يكون إليه شي‌ء من أمور قومه كما يقول الواحد منا إذا تبرأ من تدبير أمر من الأمور و يريد تفويضه إلى غيره هذا الأمر لا مدخل لي فيه فإن شئت فافعله و إن شئت فاتركه مع علمه و قطعه على أن أحد الأمرين لا يكون منه‌و قيل أن المعنى إن تعذبهم فبإقامتهم على كفرهم و إن تغفر لهم فبتوبة كانت منهم‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 415
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست