responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 402

(1) -

الإعراب‌

«يَوْمَ» ينتصب على تقدير و اتقوا يوم يجمع و يتصل بقوله وَ اِتَّقُوا اَللََّهَ وَ اِسْمَعُوا عن الزجاج و قيل إنه يتعلق بقوله لاََ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلْفََاسِقِينَ ` يَوْمَ يَجْمَعُ اَللََّهُ اَلرُّسُلَ عن المغربي و قيل إنه يتعلق بمحذوف على تقدير احذروا أو اذكروا ذلك اليوم.

المعنى‌

«يَوْمَ يَجْمَعُ اَللََّهُ اَلرُّسُلَ» هو كقوله‌ «وَ اِتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اَللََّهِ» و إنما انتصب يوم على أنه مفعول به و لم ينتصب على الظرف لأنهم لم يؤمروا بالتقوى في ذلك اليوم و المعنى اتقوا عقاب يوم يجمع الله فيه الرسل لأن اليوم لا يتقى و لا يحذر فحذف المضاف و أقام المضاف إليه مقامه «فَيَقُولُ» لهم «مََا ذََا أُجِبْتُمْ» أي ما الذي أجابكم قومكم فيما دعوتموهم إليه و هذا تقرير في صورة الاستفهام على وجه التوبيخ للمنافقين عند إظهار فضيحتهم على رءوس الأشهاد «قََالُوا لاََ عِلْمَ لَنََا» قيل فيه أقوال (أحدها) أن للقيامة أهوالا حتى تزول القلوب من مواضعها فإذا رجعت القلوب إلى مواضعها شهدوا لمن صدقهم على من كذبهم يريد أنه عزبت عنهم أفهامهم من هول يوم القيامةفقالوا لا علم لنا عن عطاء عن ابن عباس و الحسن و مجاهد و السدي و الكلبي و هو اختيار الفراء (و ثانيها) أن المراد لا علم لنا كعلمك لأنك تعلم باطنهم و أنا لا نعلم غيبهم و باطنهم و ذلك هو الذي يقع عليه الجزاء عن الحسن في رواية أخرى و اختاره الجبائي و أنكر القول الأول و قال كيف يجوز ذهولهم من هول يوم القيامة مع قوله‌ لاََ يَحْزُنُهُمُ اَلْفَزَعُ اَلْأَكْبَرُ و قوله‌ لاََ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاََ هُمْ يَحْزَنُونَ* و يمكن أن يجاب عن ذلك بأن الفزع الأكبر دخول النار و قوله‌ «لاََ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ» * إنما هو كالبشارة بالنجاة من أهوال ذلك اليوم مثل ما يقال للمريض لا بأس عليك و لا خوف عليك (و ثالثها) أن معناه لا حقيقة لعلمنا إذ كنا نعلم جوابهم و ما كان من أفعالهم وقت حياتنا و لا تعلم ما كان منهم بعد وفاتنا و إنما الثواب و الجزاء يستحقان بما يقع به الخاتمة مما يموتون عليه عن ابن الأنباري (و رابعها) أن المراد لا علم لنا إلا ما علمتنا فحذف لدلالة الكلام عليه عن ابن عباس في رواية أخرى (و خامسها) أن المراد به تحقيق فضيحتهم أي أنت أعلم بحالهم منا و لا تحتاج في ذلك إلى شهادتنا «إِنَّكَ أَنْتَ عَلاََّمُ اَلْغُيُوبِ» إنما قال علام للمبالغة لا للتكثير و قيل أراد به تكثير المعلوم و المراد أنت تعلم ما غاب و ما بطن و نحن إنما

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 402
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست