اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 4
(1) -
القراءة
قرأ أهل الكوفة تسئلون بتخفيف السين و الباقون بتشديدها و قرأ حمزة و الأرحام بالجر و الباقون بالنصب و قرئ في الشواذ و الأرحام بالرفع.
الحجة
من خفف تسئلون أراد تتساءلون فحذف التاء من تتفاعلون لاجتماع حروف متقاربة و من شدد فقال «تَسََائَلُونَ» فإنه أدغم التاء في السين و حسن ذلك لاجتماعهما في أنهما من حروف طرف اللسان و أصول الثنايا و اجتماعهما في الهمس فخفف هنا بالإدغام كما خفف هناك بالحذف قال أبو علي من نصب «اَلْأَرْحََامَ» احتمل انتصابه وجهين (أحدهما) أن يكون معطوفا على موضع الجار و المجرور (و الآخر) أن يكون معطوفا على «اِتَّقُوا» و تقديره و اتقوا الله و اتقوا الأرحام فصلوها و لا تقطعوها و أما من جر فإنه عطف على الضمير المجرور بالباء و هذا ضعيف في القياس و قليل في الاستعمال و ما كان كذلك فترك الأخذ به أحسن و إنما ضعف في القياس لأن الضمير قد صار عوضا مما كان متصلا بالاسم من التنوين فقبح أن يعطف عليه كما لا يعطف الظاهر على التنوين و يدلك على أنه أجري عندهم مجرى التنوين حذفهم الياء من المنادى المضاف إليها كحذفهم التنوين و ذلك قولهم يا غلام و هو الأكثر من غيره و وجه الشبه بينهما أنه على حرف كما أن التنوين كذلك و اجتماعهما في السكون و لأنه لا يوقف على الاسم منفصلا منه كما أن التنوين كذلك و المضمر أذهب في مشابهة التنوين من المظهر لأنه قد يفصل بين المضاف و المضاف إليه إذا كان ظاهرا بالظروف و بغيرها نحو قول الشاعر:
كان أصوات من إيغالهن بنا # أواخر الميس أصوات الفراريج
و قول الآخر:
(من قرع القسي الكنائن)
و ليس المضمر في هذا كالظاهر فلما كان كذلك لم يستجيزوا عطف الظاهر عليه لأن المعطوف ينبغي أن يكون مشاكلا للمعطوف عليه و قد جاء ذلك في ضرورة الشعر أنشد سيبويه :
فاليوم قربت تهجونا و تشتمنا # فاذهب فما بك و الأيام من عجب
فعطف الأيام على موضع الكاف و قال آخر:
نعلق في مثل السواري سيوفنا # و ما بينها و الكعب غوط نفانف
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 4