responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 391

(1) -

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عن الكفار الذين جعلوا البحيرة و غيرها و يفترون على الله الكذب من كفار قريش و غيرهم فقال «وَ إِذََا قِيلَ لَهُمْ تَعََالَوْا» أي هلموا «إِلى‌ََ مََا أَنْزَلَ اَللََّهُ» من القرآن و اتباع ما فيه و الإقرار بصحته «وَ إِلَى اَلرَّسُولِ » و تصديقه و الاقتداء به و بأفعاله «قََالُوا» في الجواب عن ذلك «حَسْبُنََا» أي كفانا «مََا وَجَدْنََا عَلَيْهِ آبََاءَنََا» يعني مذاهب آبائنا ثم أخبر سبحانه منكرا عليهم «أَ وَ لَوْ كََانَ آبََاؤُهُمْ» أي أنهم يتبعون آباءهم فيما كانوا عليه من الشرك و عبادة الأوثان و إن كان آباؤهم «لاََ يَعْلَمُونَ شَيْئاً» من الدين «وَ لاََ يَهْتَدُونَ» إليه و قيل في معنى «لاََ يَهْتَدُونَ» قولان (أحدهما) أنه يذمهم بأنهم ضلال (و الآخر) بأنهم عمي عن الطريق فلا يهتدون طريق العلم و في هذه الآية دلالة على فساد التقليد و أنه لا يجوز العمل في شي‌ء من أمور الدين إلا بحجة و في هذه الآية دلالة أيضا على وجوب المعرفة و أنها ليست بضرورية على ما قاله أصحاب المعارف فإنه سبحانه بين الحجاج عليهم فيها ليعرفوا صحة ما دعاهم الرسول إليه‌و لو كانوا يعرفون الحق ضرورة لم يكونوا مقلدين لآبائهم و نفي سبحانه عنهم الاهتداء و العلم معا لأن بينهما فرقا فإن الاهتداء لا يكون إلا عن حجة و بيان و العلم قد يكون ابتداء عن ضرورة.

ـ

القراءة

روي في الشواذ عن الحسن لا يضركم و عن إبراهيم لا يضركم .

الحجة

و في ذلك أربع لغات ضاره يضوره و ضاره يضيره و ضره يضره و هي عربية أعني يفعل في المضاعف متعدية و إنما جزم يضركم و يضركم لأنه جواب الأمر و هو قوله «عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ» و يجوز أن يكون لا هنا بمعنى النهي فيكون يضركم مجزوما به.

الإعراب‌

قال الزجاج «عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ» أجريت مجرى الفعل فإذا قلت عليك زيدا فتأويله ألزم زيدا و «عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ» معناه ألزموا أمر أنفسكم و قال غيره العرب تأمر من الصفات بعليك و عندك و دونك فتعديها إلى المفعول و تقيمها مقام الفعل فينتصب بها على الإغراء

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 391
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست