اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 385
(1) -
اللغة
أبدى الشيء إذا أظهره و بدا يبدو بدوا إذا ظهر و بدا له رأيه بداء إذا تغير رأيه لأنه ظهر له و البادية خلاف الحاضرة و البدو خلاف الحضر من الظهور و منه قوله تعالى «وَ بَدََا لَهُمْ سَيِّئََاتُ مََا عَمِلُوا وَ حََاقَ» الآية و لم يجيء في أقوال العرب البداء بمعنى الندامة و تغير الرأي و إذا كان لفظ البداء يطلق على الله فالمراد به الإرادة و الظهور دون ما يظن قوم من الجهال و عليه تشهد أقوال العرب و أشعارهم فمن ذلك:
قل ما بدا لك من زور و من كذب # حلمي أصم و أذني غير صماء
و أمثال ذلك و الله أعلم.
الإعراب
«أَشْيََاءَ» في موضع جر إلا أنها فتحت لأنها لا تنصرف قال الكسائي أشياء أشياء آخرها آخر حمراء و كثر استعمالها فلم تصرف و قد أجمع البصريون على أن قوله هذا خطأ و ألزموه أن لا يصرف أبناء و أسماء و قال الخليل أن أشياء اسم للجمع كان أصله شيئاء على فعلاء مثل الطرفاء و القصباء و الحلفاء في أنها على لفظ الآحاد و المراد الجمع فاستثقلت الهمزتان بينهما ألف و ليس بحاجز قوي لأجل أنه ساكن و من جنس الهمزة أ لا تراه يعود إليها إذا تحركت و استثقلت فقدموا الهمزة التي هي لام الفعل إلى أول الكلمة فقالوا أشياء و وزنها لفعاء كما قالوا في أنوق أينق و في أقوس قسي و هو مذهب سيبويه و المازني و جميع البصريين قالوا و الدلالة على أن أشياء اسم مفرد ما روي من تكسيرها على أشاوي كما كسروا صحراء على صحاري حيث كانت مثلها في الأفراد و قال الأخفش أبو الحسن سعيد بن مسعدة و الفراء أصل أشياء أشيياء على أفعلاء فحذفت الهمزة التي هي لام كما حذفت من قولهم سوائية حيث قالوا سواية و لزم حذفها في أفعلاء لأمرين (أحدهما) تقارب الهمزة و إذا كانوا قد حذفوا الهمزة منفردة فإذا تكررت لزم الحذف (و الآخر) أن الكلمة جمع و قد يستثقل في
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 385