responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 383

(1) - و أنهم يكونون حوالي الكعبة فلما خلق السموات و الأرض جعل الكعبة موضع أمن‌و عظم حرمتها في القلوب و بقيت تلك الحرمة إلى يومنا هذا فلو لا كونه سبحانه عالما بالأشياء قبل كونها لما كان هذا التدبير وفقا للصلاح (و ثالثها) أنه تعالى لما أخبر في هذه السورة بقصة موسى و عيسى (ع) و التوراة و الإنجيل و ما فيهما من الأحكام و الأخبار و ذلك كله مما لم يشاهده نبينا محمد ص و لا أحد في عصره قال فيما بعد «ذََلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اَللََّهَ يَعْلَمُ» و معناه لو لا أنه سبحانه بكل شي‌ء عليم لما جاز أن يخبركم عنهم فقوله «ذََلِكَ» إشارة إلى ما أنبأهم به من علم الغيب و العلم بالكائنات.

ـ

اللغة

العلم ما اقتضى سكون النفس فإن شئت قلت هو اعتقاد الشي‌ء على ما هو به عليه مع سكون النفس إلى ما اعتقده و الأول أوجز و لا يجوز أن يحد العلم بالمعرفة لأن المعرفة هي العلم فكيف يحد الشي‌ء بنفسه و العلم يتناول الشي‌ء على ما هو به و كذلك الرؤية و الفرق بينهما أن العلم يتعلق بالمعلوم على وجوه و الرؤية لا تتعلق بالمرئي إلا على وجه واحد و العلم معنى يحل القلب و الرؤية ليست معنى على الحقيقة لكن للرائي صفة بكونه رائيا و العقاب هو الضرر المستحق المقارن للاستخفاف و الإهانة و لو اقتصرت على أن تقول هو الضرر المستحق لكان كافيا و كذلك لو قلت هو الضرر الذي يقارنه استخفاف و إهانة لكفى و إنما سمي عقابا لأنه يستحق عقيب الذنب الواقع من صاحبه و المغفرة هي ستر الخطيئة برفع عقابها و أصل الرسول من الإرسال و هو الإطلاق يقال أرسل الطير إذا أطلقه و ترسل في القراءة إذا تثبت و استرسل الشي‌ء إذا تسلس و الرسل اللبن لاسترساله من الضرع و الفرق بين الإرسال و الإنباء أن الإنباء عن الشي‌ء قد يكون من غير تحميل النبإ و الإرسال لا يكون إلا بتحميل الرسالة و البلاغ وصول المعنى إلى غيره و هو هاهنا وصول الإنذار إلى نفوس المكلفين و أصل البلاغ البلوغ و منه البلاغة و هي إيصال المعنى إلى النفس في حسن صورة من اللفظ و البلاغ الكفاية لأنه يبلغ مقدار الحاجة .

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 383
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست