responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 363

(1) -

اللغة

أثابهم أي جازاهم و أصل الثواب الرجوع و الإحسان إيصال النفع الحسن إلى الغير و ضده الإساءة و هو إيصال الضرر القبيح إليه و ليس كل من كان من جهته إحسان فهو محسن مطلقا فالمحسن فاعل الإحسان بشرط أن يكون خاليا من وجود القبح و الجحيم النار الشديدة الإيقاد و هو هنا اسم من أسماء جهنم و جحم فلان النار إذا شدد إيقادها و يقال لعين الأسد جحمة لشدة إيقادها قال:

"و الحرب لا يبقى لجاحمها التخيل و المراح"

.

ـ

المعنى

«فَأَثََابَهُمُ» أي جازاهم «اَللََّهُ بِمََا قََالُوا» أي بالتوحيد عن الكلبي و على هذا فإنما علق الثواب بمجرد القول لأنه قد سبق من وصفهم ما يدل على إخلاصهم فيما قالوه و هو المعرفة في قوله مِمََّا عَرَفُوا مِنَ اَلْحَقِّ و البكاء المؤذن بحقيقة الإخلاص و استكانة القلب و معرفته و القول إذا اقترن به المعرفة و الإخلاص فهو الإيمان الحقيقي الموعود عليه الثواب و قيل إن المراد بما قالوا ما سألوا يعني قوله فَاكْتُبْنََا مَعَ اَلشََّاهِدِينَ وَ نَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنََا الآية عن عطاء عن ابن عباس و على هذا فيكون القول معناه المسألة للجنة «جَنََّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهََارُ خََالِدِينَ فِيهََا» مر تفسيره «وَ ذََلِكَ جَزََاءُ اَلْمُحْسِنِينَ» أي المؤمنين عن الكلبي و الموحدين عن ابن عباس } «وَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآيََاتِنََا أُولََئِكَ أَصْحََابُ اَلْجَحِيمِ» لما ذكر سبحانه الوعد لمؤمنيهم ذكر الوعيد لمن كفر منهم و كذب و أطلق اللفظ به ليكون لهم و لمن جرى مجراهم في الكفرو إنما شرط في الوعيد على الكفر التكذيب بالآيات و إن كان كل منهما يستحق به العقاب لأن صفة الكفار من أهل الكتاب أنهم يكذبون بالآيات فلم يصح هاهنا أو كذبوا لأنهم جمعوا الأمرين و ليس من شرط المكذب أن يكون عالما بأن ما كذب به صحيح بل إذا اعتقد أن الخبر كذب سمي مكذبا و إن لم يعلم أنه كذب و إنما يستحق به الذم لأنه جعل له طريق إلى أن يعلم صحة ما كذب به.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 363
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست